العدد 1095 - الأحد 04 سبتمبر 2005م الموافق 30 رجب 1426هـ

الفقر والبطالة: النهب... التجنيس... وزيادة المواليد

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

الموضوع يجر للتفاصيل، والشيطان يكمن في التفاصيل أيضا، وأساس المشكلة عدم فهمنا للتفاصيل الدقيقة التي تختبئ وراء سر نفاذ أراضي البلاد هكذا، أو عدم إدراك إخواننا المتجنسين لمصابنا الجلل في تجنيسهم بالجنسية البحرينية في الوقت الذي من المفترض أن تكون البحرين من الدول المصدرة للسكان لقلة مواردها كما "يتبجح" البعض دائما كلما طالبنا بالعدالة في توزيع الكعكة وإعادة توزيع أنصبة الأفراد في المجتمع، إذ إن همهم الوحيد "الهم. .. الهم... هم... هم... هم... هم" كما هي كلمات "الفاجومي" التي غناها شيخ إمام... فالقضم والبلع والهضم أسهل عملية يقوم بها البعض في البلاد، بل حتى "البونس" الفقير يقال إنه قضم منه الحوت الذي ابتلع النبي يونس! ولحد الآن اسم الحوت هو من أسرار الخالق عز وجل، لا أحد يعلمه إطلاقا!

قدم أحد الأخوة العرب مذكرة احتجاج على ما تناولته في هذه الزاوية فيما يخص مسألة التجنيس، إذ يقول: إن التجنيس قانوني! وأحاطني بذلك محمد شبيب النعيمي، وهو أخ وجار من قاطني فريج بن هندي - العمامرة. بالله عليك يا "أخ العرب" هل تقبل بهكذا تجنيس في وطنك؟ على أرضك؟ بين ظهراني قبيلتك وأسرتك؟ فنحن مثلك تماما لا نقبل بالتجنيس في بلدنا بهذه الطريقة. وأنني لم أكتب بشأن قانونية التجنيس فقط؛ بل كتبت بشأن عدم دستورية جلب الأجانب إلى الوطن للخدمة في الدفاع والداخلية، وذلك ما نص عليه دستور 73 ودستور ،2002 فالمجنسون العرب أو غير المجنسين يتكاثرون بشكل مضطرد وذلك من دون وعي منهم كما أشارت الصحافية بروين نصرالله في "أخبار الخليج" بتاريخ 1 أغسطس/ آب 2005م. كما أننا لا ننفي المسئولية لدور أجهزة الإعلام في التنبيه لخطر الزيادة المطردة لسكان القرى... إذ إن غالبيتهم لا يعلم بخطورة هذا التوالد العشوائي على الاقتصاد والخدمات المقدمة للمواطنين، فأين تثقيف هؤلاء وتحذيرهم من جراء زيادة المواليد؟ نعم ذلك خطأ ويقع في غالبية الدول النامية وصعيد وقرى مصر مثالا.

إن مصيبتنا في البحرين متداخلة ومتشابكة ولا تكمن في التجنيس وحده؛ بل تتدرج لتصل إلى العدد العشوائي من التوالد غير المنضبط وكأن العملية ماراثون للإنجاب... فأين يذهب المواطن إن لم يجد قوته في بلده؟ في حين يرى الأجانب من كل حدب ينسلون، وينهلون من خيرات هذا الوطن؟ ويرى من حوله جشع البعض واستيلائهم على الثروة. والكل يأخذ. هذه البلاد التي تزخر بخيرات حباها الله بها، من موقع جغرافي، وموارد ضخمة، مقارنة بعدد السكان القليل و... و... إلا أن المواطن يعيش شظف العيش وبـ "القطاره" في الوقت ذاته فإن البعض "يحلب النمل" كما يقال!

"عطني إذنك"

المشكلة لا تكمن في التجنيس وحده فذلك عامل من عدة عوامل منصبة كالحميم على رؤوس "الغلابه" من أبناء الوطن... ومع ذلك يخرج علينا من يقول إن شعب البحرين يأكل اللحم العربي بشكل يومي منتظم و"كلو تمام يا فندم"!

البلد تنسرق عيني عينك والاخوة النواب في سبات الغفلة وغفلة السبات... أفيقوا يا نواب وابرأوا الذمة.

بحسب تقديرات الخبير الاقتصادي ورئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي إبراهيم شريف السيد فإن 50 مليار دينار قيمة ما تم هدره من الثروة الوطنية... قيمة الفساد هذه سددها شعب البحرين من عرق أبنائه ولقمة عيشهم ورفاهيتهم سددها لجيوب العلية من القوم. إصلاح الوضع المتردي لدينا لن يتم؛ إلا بالمحاسبة، وبمزيد من الشفافية وليس الأرقام الخيالية من واردات الدولة ومن أرباح الشركات الكبيرة... البلد "تنسرق" في وضح النهار و"عيني عينك يا جماعة". أين الرقابة المالية وأين السادة نواب الشعب؟ الله بالخير!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1095 - الأحد 04 سبتمبر 2005م الموافق 30 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً