أعلن نائب الرئيس الإيراني فرهاد رهبار أن حكومة بلاده تتجه إلى استخدام جزء من عائدات النفط الهائلة في خلق ما أسمته "صندوق تمويل الحب" لمساعدة الشباب الإيراني على إيجاد عمل وسكن وعلى الاستقرار وتكوين عائلة.
وسيحمل الصندوق اسم "صندوق الرضا للحب" نسبة إلى الإمام علي بن موسى الرضا "ع"، وسيبدأ العمل به برأس مال قدره 1,3 مليار دولار أميركي وهو أول مشروع تقترحه حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي انتخب في يونيو/حزيران الماضي. كما أن هدفه يعد خطوة أولى في تطبيق شعار أحمدي نجاد الانتخابي المتمثل في "تقديم أموال النفط للشعب".
هذا المشروع ليس غريبا على أحمدي نجاد، إذ انه أنشأ مشروعا مماثلا عندما كان عمدة لطهران، وكان المشروع يوفر قروضا من دون فوائد وعلى مدى طويل للراغبين بالزواج.
مشروع الصندوق سيطرح على مجلس الشورى قريبا ولا يتوقع أن يواجه صعوبة في إقراره من قبل النواب الذين يدعون في غالبيتهم إلى إيجاد حلول لمشكلات البلاد الاقتصادية.
إذا تأملت فكرة أحمدي نجاد فإنه هدف بهذا المشروع أن يكون عادلا في توزيع العائدات النفطية، وبفضل "النية الخالصة" كسب رضا شعبه وأدى جزءا من "الأمانة" التي أقسم أن يحفظها والمتمثلة في أنه "راعي ومسئول عن رعيته". ليس هذا وحسب بل انه سيقضي بذلك على مشكلة كانت تعوق الاقتصاد الإيراني وهي البطالة.
إيران ليست الدولة النفطية الوحيدة في المنطقة، إلا أنه لو أن كل بلد من هذه البلدان عمل بمبدأ "الراعي والرعية" لما انتشر الفساد الإداري ولما زادت البطالة، ولما بات هناك فقير وغني. أحمدي نجاد بدأ مع شعبه بالبساطة و"أشركهم في المال العام"، فهل يكون نعم الرئيس ونعم "الراعي" للإيرانيين؟! إذا كانت هذه هي "النية المبيتة" لهذا الرئيس فربي "سدد خطاه وارزقه خير الزاد ليزيد على شعبه، والهم نظراءه ليمنوا على شعوبهم إنك سميع مجيب".
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1093 - الجمعة 02 سبتمبر 2005م الموافق 28 رجب 1426هـ