العدد 1093 - الجمعة 02 سبتمبر 2005م الموافق 28 رجب 1426هـ

الطائفية بين مدينتين

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

الكاظمية والاعظمية مدينتان بغداديتان قديمتان سميتا على أسمي ضريحين لإمامين احدهما لسابع الأئمة المعصومين من آل بيت الرسول الإمام موسى الكاظم "ع" والآخر للإمام أبي حنيفة النعمان "رض" والملقب بالإمام الأعظم. المعروف عن النعمان أنه كان أحد تلامذة الإمام السادس من آل بيت الرسول الإمام جعفر الصادق "ع"، ونهل من علمه ليكون صاحب مذهب اسلامي اتبعه ملايين المسلمين، ولم يكن متزلفا أو منافقا للعباسيين على عكس تلميذه القاضي أبويوسف الذي كان له الدور الرئيسي في نشر مذهب أستاذه أبوحنيفة.

ولأن المدينتين تعدان رمزين أساسيين لمذهبين رئيسيين من المذاهب الإسلامية الخمسة هما الجعفري والحنفي فقد كانتا منطقتين للتنازع بين كل من يحاول أن يبني حكمه على المذهبية او الطائفية من امثال العثمانيين والصفويين، فكانت الكاظمية تعيش أيامها المزدهرة كلما احتل الصفويون بغداد، فيما يعلو شأن أهل الاعظمية ومدينتهم كلما عادت بغداد لنفوذ واحتلال العثمانيين.

وعلى رغم محاولات الذين يعتاشون على الطائفية من الصفويين والعثمانيين وغيرهما من الحكام، كان أهل الكاظمية والاعظمية متحابين على مدى تاريخ بغداد، إذ لم تسجل أية واقعة خلاف أو عداوة مستديمة أساسها الطائفية بين هذين المنطقتين، لا بل قيل إن الاعظميين عاونوا أخوانهم الكاظميين على حفر خندق يبدأ من ساحل دجلة في جانب الاعظمية وصولا إلى مرقد الشريف الرضي في الكاظمية ليتمكن آل بيت الرسول ومحبيهم من الوصول إلى مرقد الإمام موسى الكاظم بعيدا عن أعين العباسيين وبطشهم بآل الرسول"ص".

إذا هي ألف عام مرت على يوم الاربعاء الماضي حاول خلالها عشرات الحكام المحتلون والطائفيون من زرع الفتنة بين أهل هاتين المنطقتين، لكنهم لم يستطيعوا ان يمنعوا أهل الاعظمية من نجدة اخوانهم زوار آل بيت الرسول عندما احتاجوا الى مساعدتهم وهم يضطرون الى مواجهة الغرق بدلا من الموت سحقا.

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 1093 - الجمعة 02 سبتمبر 2005م الموافق 28 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً