لا أعلم ماذا يفعل المسئولون في المجالس البلدية كل منهم عن منطقته إذا كانت البالوعات مفتوحة وتبلع ما تشاء من الأطفال وهم غافلون.
هذه آخر مأساة حدثت لطفل لا يتجاوز الثانية من عمره عندما سقط في إحدى هذه البالوعات المفتوحة التي طالما بلعت أطفالا آخرين قبل أن توجد المجالس البلدية.
على من تقع مسئولية هذه الحوادث... هل هم المسئولون عن الأشغال؟ أو عضو البلدية مسئول عن هذه المنطقة التي حدثت بها هذه المأساة؟
لقد نزل الخبر على صفحات الصحف ليوم واحد وانتقد الصحافيون حدوث هذه المأساة ثم انتهى الأمر... ثم يعود المسئولون عن الشوارع في وزارة الأشغال ليغطوا في سبات عميق ليستيقظوا عندما تحدث مأساة أخرى... فيهب المواطنون مرة أخرى ليناشدوا المسئولين بسد هذه البالوعات حتى لا يقع فيها أطفالنا وتنتهي حياتهم هكذا عبثا بسبب إهمال أحد العاملين في تلك الوزارة... ألا تكفي الأخطار الأخرى المحدقة بهؤلاء الأطفال وهم يلعبون في الشوارع من سيارات وخطف وأصحاب المخدرات.
هل بهذا الأسلوب نتعامل مع حقوق أطفالنا في العيش بأمان...؟ هل نحن بحاجة إلى مآسي أكثر مما يعيشها أطفالنا في الوقت الحاضر وهم بلا حقوق تحمي حياتهم ونفسياتهم من الأضرار التي يعانون منها ولا أحد من المسئولين يتحرك حتى اليوم ليقوم بتفعيل حقوقهم في الحماية من الأذى الجسدي والنفسي؟
لقد تعبنا ونحن نعقد مؤتمرات ونكتب في الصحف ولا إذن تسمع ولا مسئول يجيب ولا أمل حتى الآن في تفعيل هذا القانون الذي يقوم عليه مدى سلامة أجيال المستقبل.
أين ذهبت فاطمة؟... انشغل الرأي العام عنها بعد ذاك الضجيج الإعلامي عندما اختفت...؟ هل باعها والدها لكي يحصل على ما يشبع ادمانه على الكحول؟ أم هربت من جحيم والديها لان الشرطة لا تستطيع أن تحميها فتتبناها أسرة أخرى لتعيش حياة كريمة مادام والداها لا يوفران لها هذه الحياة...؟ هل خطفها أحد الأشخاص لجمالها وقام بتشغيلها في الرذيلة...؟ لا أحد يعلم أو يأبه أن يعلم.
ماذا عن تلك الطفلة التي لا تتجاوز الثانية عشرة واغتصبها رجل آسيوي وحملت منه...؟ بماذا حكم عليه القضاء... لم أسمع انه قد تم إعدامه... لان إجراما كهذا حطم به نفسية هذه الفتاة المسكينة ومستقبلها لا يستحق ان يعاقب بأقل من الإعدام... إذا كانت الصين الدولة غير الإسلامية تعدم أمثال هؤلاء فلماذا نتقاعس نحن؟ ألا تشجع هذه الأحكام الضعيفة المجرمين على المزيد من الاعتداء على أعراض الأطفال.
ماذا فعلنا للأب الذي يخرج ابنه من المدرسة ليعمل على رغم عنه... أو يتم الاعتداء عليه جنسيا من أقرب الناس إليه أو يضرب حتى يصاب بعاهة دائمة هل يحمي القانون أمثال هؤلاء الأطفال المساكين...؟ وما أقسى التدمير الخطير الذي يعانونه هؤلاء الضحايا من الأطفال الأمر الذي قد يحولهم مع العذاب إلى مجرمين في المستقبل... لأنهم لم يعرفوا الحب فكيف يمنحونه للآخرين.
إننا إذا لم نسرع في تفعيل حقوق الطفل فإننا نعرض مستقبل مملكة البحرين للخطر بنفسيات مشوهة لرجال ونساء الغد... خصوصا وأن العنف ازداد مع ظروف المعيشة القاسية وتعدد وسائل الإعلام والقنوات الفضائية... التي تعلم النفوس المريضة من الأبناء الذين يحرمون من حقوقهم الإنسانية كيفية الانتقام من آبائهم والمجتمع ككل.
ومرة أخرى نسأل... ماذا ننتظر لنقوم بتطبيق القوانين الدولية لحماية الأطفال من الاعتداءات الجسدية والنفسية وإنزال أشد العقوبات على من يغتصب براءة الطفولة والفرح من نفوسهم. وما هو الدور الوطني لاعضاء المجلس الوطني بالنسبة إلى هذا الموضوع الخطير المهم طوال الاربعة سنوات الماضية.
ان كل ما أرجوه هو حماية أطفالنا وتوفير مستقبل مشرق لهم... فهل يستجيب المسئولون... أرجو ذلك من كل قلبي
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 1093 - الجمعة 02 سبتمبر 2005م الموافق 28 رجب 1426هـ