العدد 1093 - الجمعة 02 سبتمبر 2005م الموافق 28 رجب 1426هـ

دعوا الحوار ينطلق

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يجتمع أعضاء "الوفاق" مساء غد للبدء في الحوار بشأن مستقبل العمل السياسي بالنسبة إلى الجمعية، سعيا لتحديد موقف واضح من التسجيل "أو عدم التسجيل" كجمعية سياسية تحت قانون الجمعيات السياسية الجديد.

جمهور الوفاق من حقه أن يقرر مصير جمعيته بالطريقة التي يودها وإلى الجهة التي يرتئيها، وهذا هو النهج الديمقراطي الذي يقبل بالنتيجة مهما تكن تلك النتيجة. ولكن الأمل هو في انطلاق الحوار بحرية تامة من دون مصادرة لهذا الرأي أو ذاك قبل اتخاذ القرار.

ان هناك من طرح "المقاطعة" للحياة النيابية ويطرح الآن أيضا مقاطعة قانون الجمعيات السياسية، ومن يؤمن بهذا الطرح من حقه أن يدافع عن رأيه. وهناك رأي آخر يرى أن "المشاركة" هي الأفضل على رغم التحفظات على هذه المسألة أو تلك، لأن انعدام المشاركة يعني انعدام التأثير ويعني انتهاء نفوذ هذا الاتجاه من العملية السياسية السارية المفعول على أرض الواقع.

الأمل يحدونا أن يتم الترفع عن أية صفات أو ألقاب لا تليق بالحوار. فالداعون إلى المقاطعة لم يتهموا من قبل أصحاب الرأي الآخر بأنهم "فوضويون"، ولم يتهموا بأنهم "أصحاب أجندة خاصة"، ولم يتهموا بأنهم "أصحاب مآرب غير معلنة"... وعليه فإن أصحاب رأي المشاركة من حقهم أن يطرحوا رأيهم من دون أن يتهمهم أحد بأنهم "انبطاحيون"، أو "عرابون للسلطة"، أو "وصوليون"، أو "عملاء"، أو أية صفة أخرى لا تليق بأصحاب اتجاه يحمل من القيم والمبادئ ما يدفعه إلى الترفع عن السماح لمثل هذه الصفات بالانطلاق.

إن الحوار في أجواء بعيدة عن هذه التشنجات وعن مثل هذه الصفات سيساعد "الوفاق" على إثبات أنها مؤسسة ديمقراطية تسعى إلى تحقيق أهداف ديمقراطية بوسائل ديمقراطية. ومن حقها - بعد أن تفسح المجال لمختلف وجهات النظر بالانطلاق - أن تعلن على الملأ لاحقا أن قرار الغالبية أصبح في هذا الاتجاه أو ذاك من دون ضغوط أو تهديدات أو اعتداءات على كرامة هذا الشخص أو ذاك.

ويمكن لمراقب مثلي أن يعلن مقدما احترامه لرأي غالبية جمهور "الوفاق" عندما يسمح بانطلاق الرأي والرأي الآخر... كما لن يتمكن أحد من اتهام الوفاق بأنها حركة عفوية وعاطفية يجرها الشارع حيثما ارتفع صراخ الشعارات وحيثما أرادت مجموعة محددة دون غيرها ذلك.

ان رأسمال الوفاق هو جمهورها العريض، ومن حق هذا الجمهور أن يطلع على الآراء المتعددة وان توضع أمامه مختلف الخيارات، والا يفرض عليه رأي واحد وخيار واحد. كما أن من واجب قيادة الوفاق ان تصارح هذا الجمهور بعدد من الأمور. فاذا كانت قيادة الوفاق تود تغيير موقفها لأسباب موضوعية فإن عليها أن تمتلك الشجاعة لأن تصرح بذلك وتشرح الأسباب الداعية إلى تغيير موقفها. والجمهور الذي أثبت قدرته على تجاوز الصعاب خلال السنوات الماضية يمتلك القدرة على التعاطي مع المتغيرات الموضوعية فيما لو عرضت عليه من دون مزايدات وبصراحة شجاعة وغير عاطفية.

لقد حصد جمهور "الوفاق" لسعة النحل، ولكنه لم يتذوق العسل، فهو جمهور ضحى بالكثير قبل الانفتاح السياسي، ولكن بعد الانفتاح، وفي فترة الاستحقاق السياسي، لايزال خارج هذا الإطار، ما قد يوحي لكثيرين بأن هذا الجمهور قد تم تدريبه ليتلذذ باللسعات ويفسح المجال لغيره ليتلذذ بالعسل

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1093 - الجمعة 02 سبتمبر 2005م الموافق 28 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً