العدد 1091 - الأربعاء 31 أغسطس 2005م الموافق 26 رجب 1426هـ

كيف ضاعت الزوجة البحرينية بين زوج الموبايل وزوج الكمبيوتر وابن بطوطة؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

معاشر النساء البحرينيات في قلق دائم من أزواجهن وخصوصا ممن يعملون في الشأن العام. .. سواء أكانوا يعملون في السياسة أم الثقافة أم الصحافة أم التجارة وحتى الرياضة... وكم من مشتغل بالعمل التطوعي على حساب زوجته وأولاده؟ التوازن هو المطلوب.

فالزوج "المبروك" كل يوم تزداد هرموناته الانشغالية والكثير من الأزواج البحرينيين يعانون من التضخم "الانشغالي" والزوجة حبيسة المنزل أو الفراغ القاتل... كم من امرأة بحرينية تقضي أوقات فراغها بعيدة عن زوجها... يواعدها على الغداء في مطعم، فلا ترى المطعم ولا غباره... يقوم بالاتصال بها: أرجو المعذرة... انشغلت في اللحظات الأخيرة... إن شاء الله غدا نطلع طلعة شهر عسل على عشاء وسهرة على البحر... وتقوم المسكينة وهي تعد الساعات والدقائق لليوم العسلي الجميل... وتقوم بإعداد كل شيء ثم يتصل "المبروك" ليقول لها: والله سامحيني... حدث شيء طارئ ما كان على البال... ويتكسر الموعد على عتبات الذهاب وهكذا مواعيد تكسر بعضها بعضا... صحيح أن هناك أزواجا متزوجين من زوجة واحدة لكنهم في الحقيقة والواقع بحكم المتزوج بعشر زوجات... فزوج متزوج بالموبايل يتحدث في الموبايل 24 ساعة والمسكينة كالخشبة جالسة في السيارة لا ذوق، وبعد سنين تتحول العلاقة بلا طعم ولا رائحة ولا لون.

هناك زوج متزوج الكمبيوتر... حتى ساعة متأخرة ولو قدر للكمبيوتر ان يتكلم لقال له: حرام عليك... الله قال "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" "النساء: 3"... صباحا يفطر على الكمبيوتر... ظهرا ليلا... وحتى ساعة متأخرة"... وهذه المرأة بدأت تظهر غيرتها من الوضع... تحدثت معه أكثر من مرة... حرام عليك... الكمبيوتر أصبح هو القاعدة ونحن الاستثناء... المرأة تحتاج إلى عاطفة... إلى كلام طيب... إلى مشاعر إلى وقت تسمع أحزانها.

وزوج آخر متزوج السفر والرحلات فكم زوج أصبح كابن بطوطة طالع من بلد ونازل في بلد... خارج من الشرق مستقر في الغرب وأحيانا باستطاعته ان يسافر مع المسكينة لكنه يخشى الكلفة الزائدة ومصروفات الأولاد... وأحيانا لا يوجد عنده مشكلة في سفرهم لكنه لا يحب السفر معهم ذلك بسبب القيود.

بعض الأزواج لا يشعرون بمدى أهمية وقيمة السفر مع الزوجة والأولاد... لا يدركون الأبعاد العاطفية والنفسية المنعكسة على نفسياتهم لو أنه كان معهم... الزوجة والأولاد لا يبحثون عن طعام وأكياس رز ولا عن اموال ولا عن تذاكر سفر ولا عن اثواب وملابس... هناك عشرات وإنما يبحثون عن هذا الزوج الذي هو الأم والأب وكل شيء. الهدايا والاثواب وأكياس القمح لا تغني المرأة عن عاطفة الزوج... عن احترام الزوج... عن اهتمام الزوج، المرأة ليست بقرة تنتظر في نهاية كل شهر حزمة برسيم، والأولاد ليسوا خرافا ينتظرون الأكل والنوم... هؤلاء كتلة عاطفة وكتلة حب تنتظر اللمسة الحانية... والكلمة الساحرة المعبرة... واللفتة الرومانسية الجذابة.

المرأة البحرينية لا تنتظر فارسا وسيما يأتيها على فرس أبيض يطير بجناحين ولكنها أيضا لا تريده أن يأتي لها على حصان من خشب بعيون بلاستيكية لا ذوق ولا شعور ولا إحساس.

مسكينة تلك المرأة التي حتى في أوقات الفراغ زوجها غائب عنها فهو متزوج بالمقهى... ساعات طويلة يقضيها مع الاحبة والاصدقاء، لكنه ليس مستعدا لأن يضحي بساعة واحدة مع هذه المسكينة وبعد سنين إذا افترسها الهم والحزن والمرض سيقول مسكينة أم فلان وتمر الأيام ولأن الزوج المثالي لا يفكر الا في نفسه أزمع الزواج من الثانية فاذا ما سئل... لماذا تريد الزواج قال: "المرأة كبرت والله حلل الأربع". لقد تناسى هذا الزوج ليالي الحرمان والاهمال الطويل غير المبرر... نسي طلاقه العاطفي لها... نسي كل ذلك ولم يذكر كيف كانت تلح عليه بمشاركتها في حياته. قبل شهر اتصلت بي امرأة من المحرق وقالت لي: سيد هل تعلم ان كل الاوصاف الجميلة المثالية التي ذكرتها في بعض مقالاتك عن الزوج هي في زوجي... والله يا سيد نحن بلغنا الـ 47 عاما وكل يوم نعيشه كأنه شهر عسل. اقول: يوجد ازواج محترمون ولكن ما اجمل ان نعيد قراءتنا لعلاقاتنا الزوجية لنكون كهذا المحرقي ولا بأس ان تكون الزوجة كهذه المتصلة. قال الرسول "ص": "ان لأهلك عليك حقا".

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1091 - الأربعاء 31 أغسطس 2005م الموافق 26 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً