سقط أمس المئات من الضحايا العراقيين الأبرياء بين قتيل ومصاب أثناء توجههم لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الكاظم "ع". وسقط الضحايا نتيجة أشكال مختلفة من الحوادث فقسم منهم نتيجة انفجارات والقسم الآخر نتيجة التدافع فوق جسر الأئمة بسبب شائعة ذكرت أن هناك مفجرين انتحاريين بين الجموع والبقية قضوا غرقا في نهر دجلة بعد انهيار جزء من الجسر. كما ذكرت مصادر أن عددا من الذين قضوا تسمموا بطعام وزع عليهم أثناء توجههم لإحياء الذكرى، عبثت به عناصر مجرمة.
اعتاد العراقيون أكثر من غيرهم من الشعوب على المآسي على مر العصور. وفي العهد البعثي البائد عانى الأمرين من قتل وسجن وتشريد في السر والعلن، وبعد سقوط الطاغية صدام حسين تم اكتشاف الكثير من المقابر الجماعية المتفرقة في أنحاء كثيرة من العراق. وحتى يومنا هذا مازال مئات العراقيين يبحثون عن أحبائهم من المفقودين، ويسعون للحصول على إجابات تريح أنفسهم حتى لو كان هؤلاء الأحبة موتى.
ومنذ احتلال العراق بعد سقوط صدام، والعراقيون يعيشون كل يوم مأساة مشابهة لمأساة يوم أمس، وقضى مئات الآلاف جراء عمليات إرهابية مختلفة ذات أهداف مختلفة، ولكنها جميعا تصب في تدمير العراق وعدم قيام دولة العهد الجديد. هذا إلى جانب المكائد السياسية المستمرة التي تهدف إلى تفتيت وحدة العراقيين، وما أزمة صوغ الدستور سوى واحدة من تلك المكائد التي من ورائها جهات مختلفة.
وتميزت مأساة بغداد أمس بأنها تلازمت مع إحياء ذكرى استشهاد الإمام الكاظم "ع" ما يدع مجالا للعب المتسلقين ومرضى النفوس على وتر الطائفية للتفرقة بين مسلمي العراق سنة وشيعة، ولذا ينبغي أن ينتبه العراقيون أكثر ويؤكدوا - كما يفعلون دائما - لكل المشككين والعاملين على تفريقهم على أنهم وحدة مستمرة لن يفتتها أحد
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1091 - الأربعاء 31 أغسطس 2005م الموافق 26 رجب 1426هـ