منذ أن أصبح منتدى أصيلة محل تعاون بين مملكتي البحرين والمغرب من خلال تنظيم الأولى لمنتدى أصيلة البحرين، عرف الموسم نقلة نوعية قلما انتبه إليها المتتبعون، ويتعلق الأمر بالجانب الإلكتروني للموسم الذي بات هو الآخر ساحة تفاعلية تجمع رواد أصيلة على طول السنة بعد انقضاء شهر أغسطس/ آب.

فللسنة الثانية على التوالي أشرف فريق تقني أوفدته وزارة الخارجية البحرينية بطلب من مؤسسة منتدى أصيلة لإنشاء موقع إلكتروني خاص بالموسم وبالإشراف عليه، وبتغذيته بالصور وبالمواد الصحافية التي تنشر عنه في وسائل الإعلام المغربية والعربية والدولية.

الفريق هذه السنة والذي تكون من شخصين بحرينيين كان وعلى غرار السنة الماضية، أول الواصلين لأصيلة وآخر المغادرين لها، إذ تحمل عبء مواكبة مختلف فعاليات الموسم عبر ربورتاجات يومية مصورة من جهة، وعبر وضع عشرات الصور يوميا على موقع أصيلة الشبكي والذي كان مصدر عشرات وسائل الإعلام العربية ومن بينها صحيفة "الوسط" بالصور الاحترافية التي كانت صالحة للنشر الصحافي.

"الوسط" وخلال مواكبتها لموسم أصيلة كانت دائمة التردد على المكتب الذي خصص للأخوين أسامة وحسن الدوي بوسط القصر الثقافي، وهو قصر تاريخي يعود لأحد القادة المغاربة الذي كان يسمى باسمه وهو القائد الريسوني، إذ كانا دائمي الانكباب على وضع اللمسات والتغييرات على الموقع فيما يخص الأخ حسن، أو وضع آخر اللمسات على الصور التي التقطتها عدسة الأخ أسامة الذي بات معروفا لدى أهالي أصيلة وزارها بحكم وجوده الدائم خلال تغطية فعاليات الموسم رفقة آلة تصويره الرقمية المتطورة التي شبهها البعض برشاش الكلاشينكوف، وبشعار مملكة البحرين وصورة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على صدريته.

حسن الدوي وخلال جلسة جمعته بموفد "الوسط" ذكر أن الموقع هذه السنة استخدم تقنيات متطورة استخدمت للمرة الأولى على المواقع العربية بحسب زعمه، ويتعلق الأمر بتقنية "مايكروميديا بلاس بيبير" والتي تتيح عرض الموقع دفعة واحدة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، مع إمكان تكبير وتصغير الصفحة.

حسن اعتبر أن هذا الأمر انعكس على زوار الموقع خصوصا الزوار بطريقة غير مباشرة، عبر محركات البحث، إذ بات عدد الزوار يقدر بالآلاف بمعدل 1300 زائر يوميا غالبيتهم من المغرب ومن مملكة البحرين.

وعن سبب وجود فريق بحريني لتغطية موسم أصيلة من الناحية التقنية، ذكر حسن، أنه "شرف كبير بالنسبة إلينا كفريق لكي نمثل مملكة البحرين بهذا الشكل الراقي في هذا المهرجان الذي يعرف مواكبة من قبل أكثر دول العالم تطورا كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج"، معتبرا أن تغطيتهم لموسم أصيلة جاء كبادرة من وزارة الخارجية البحرينية استجابة لطلب الاخوة في مؤسسة منتدى أصيلة.

أكثر من ذلك ذكر حسن أن الفريق التقني البحريني كان بالإضافة إلى المجال التقني من انترنت وصور كان مسئول على الناحية التنظيمية من خلال توفير "بادجات إلكترونية" للصحافيين وضيوف الموسم من وزراء ومفكرين ومثقفين ومشاركين والفنيين تحمل مختلف المعلومات بالإضافة إلى صور رقمية لهم.

وعن نضرة المغاربة بشكل عام والإعلاميين والمسئولين في موسم أصيلة لهم، ذكر حسن أن وجودهم كان مثار ارتياح بالنسبة إلى الكادر المسئول عن موسم أصيلة والذي استفاد من الفريق البحريني فيما يخص طريقة تغذية الموقع الإلكتروني بالمعلومات والصور.

وفيما يخص الناس العاديين، فقد لمح فيهم كل الطيبة والتسامح، بل إن سكان بلدة أصيلة باتوا يعتبرونهم جزء منهم ومن أصيلة وليسوا كغرباء أو ضيوف عليهم.

حسن وفي ختام هذه الدردشة، تمنى أن يكون العمل الذي قام به رفقة زميله أسامة باسم مملكة البحرين في مملكة شقيقة كالمغرب التي شرفتنا بالوجود في موسم أصيلة -البحرين الذي أقيم في أبريل/ نيسان 2004 في مستوى تطلعات إخواننا المغاربة ولانتظارات الجهة التي أوفدتنا من البحرين. أما أسامة الذي اكتفى خلال هذه الدردشة بالتذكير بأن موقع أصيلة لهذه السنة تميز بإضافة الخدمات التلفزيونية، إذ كان الموقع يعمد إلى نشر مجموعة من المقاطع الخاصة بالمهرجان والتي كان تلفزيون مملكة البحرين أكبر المستفيدين منه، فقد فضل التزام الصمت، معتبرا أن الموقع كفيل بالإجابة على الأسئلة كافة.

ودعت الفريق، وخصوصا أن أسامة كان يجهز العدة لمواكبة إحدى السهرات الموسيقية الراقية التي تميز مهرجان أصيلة عن باقي المهرجانات العربية، فيما كان حسن يستعد هو الآخر بعد يوم من الجهد والعمل للخروج قصد التجول بين جنبات أصيلة وملاهيها للترويح عن النفس.