العدد 1091 - الأربعاء 31 أغسطس 2005م الموافق 26 رجب 1426هـ

شعيب: ترميم وصيانة الآثار علم له أصول

لم يتخذ اتجاهه العلمي السليم إلا في الفترة الأخيرة

المنامة - جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

أكد المساعد بقسم ترميم وصيانة الآثار بكلية الآثار في جامعة القاهرة أحمد سيدشعيب أن ترميم وصيانة الآثار علم له أصول وان لم يتخذ اتجاهه العلمي السليم الا في الفترة الأخيرة. وقال: "من البديهي أن يمتد نشاط العلم الى علم الآثار وبالتالي علم ترميم الآثار الذي هو بحاجة الى العلوم المختلفة الأخرى".

جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها شعيب مساء الأحد 28 أغسطس / آب الماضي في متحف البحرين الوطني التي تحدث فيها عن أهمية علم الآثار ووجود العلوم المصاحبة له وأهمية توثيق الأثر المكتشف.

علوم وأجهزة مساعدة

وقال شعيب: "إن الاهتمام بعلم ترميم الآثار كان اهتماما موجها للاستفادة من العلوم الأخرى في عملية الترميم شريطة توافر الأجهزة المساعدة أيضا من دون توافر الاستفادة من العلوم الأخرى ومن دون توافر الأجهزة المساعدة فلن يتم العمل بالشكل المطلوب على سبيل المثال عند محاولة اكتشاف الملك أو الفرعون الموجود في التوابيت ومعرفة السلالات يمكننا استخدام هذه الأجهزة في عملية التصوير وبالتالي تحليل تلك الصور والتعرف على السلالات وعلى تاريخ الميت كما يمكن بواسطة تلك الأجهزة التعرف على طبيعة المومياء وارجاعها الى شكلها الأصلي وبالتالي التعرف على شكلها الأصلي".

علم قائم بذاته

وأضاف: "هذا من ناحية الأجهزة فماذا عن أهمية وجود العلوم الأخرى؟ ان علم ترميم الآثار يعتمد على العلوم الأخرى فالآثاري يعتمد على وجود تخصصات مختلفة اذ لابد من أن يكون لديه جيش من المساعدين وجيش من المتخصصين في تخصصات مختلفة في العلوم الأخرى. فهل هذا يعني أن علم ترميم الآثار ليس علما قائما بذاته؟ أبدا فطبقا للمواثيق الدولية، على سبيل المثال ميثاق فينيسيا وجدنا أن علم ترميم الآثار يهتم بالترميم على أساس أنه علم قائم بذاته وان كانت هناك بعض التخصصات التي تصاحبه فنجد مع الآثاري المعماري، المهندس، الفيزيائي، الكيماوي، وكذلك الفنان ومن هنا ابتدأ العالم يتعرف على أهمية علم الترميم ومن أوائل الدول التي اهتمت به ايطاليا ومن بعدها بدأت الدول تهتم بالحفاظ على الآثار".

الأثر مادة

وعن سبب الاهتمام بالعلوم الأخرى المصاحبة أوضح شعيب: "ان هناك أسباب عدة لاهتمام علم ترميم الآثار بالعلوم الأخرى المختلفة ولكي أوضح ذلك أعطي مثالا واحدا فالمرمم يتعامل مع الأثر والأثر مادة، وكل مادة بها رطوبة كما أن بها ملوحة ومتى ما أراد الآثاري أن يتعرف على كمية الملح في الأثر سيقوم بعمل تحليل ومعالجة له وفق أسس سليمة فهو محتاج الى علم آخر".

أهمية التوثيق

وموضحا أهمية التوثيق قال :"قبل أن يقوم المرمم باجراءات الترميم هناك بعض الاجراءات الأخرى التي يجب أن يوفرها وأولى تلك الاجراءات هو موضوع التوثيق، والتوثيق لا يتم الا عن طريق التصوير الفوتوغرافي والفيديو. وهو أمر يكتسب أهميته من خلال أهمية ارجاع ما رمم الى ما كان عليه. شيء آخر يبدو مهما من خلال التصوير وهو عمل الرسوم. فالتصوير كان في سبيل تسجيل الاكتشاف وتسجيل مساحة الأملاح في الأثر ومظاهر التلف وهو ما يسمى بالتوثيق العادي. أما التوثيق غير العادي أو التوثيق التقني فهو ذلك التوثيق المحتاج الى العلوم الأخرى فمثلا توثق كمية الملح في الأثر عن طريق التحليل فيقوم المتخصص بعمل مزرعة ليتعرف على هذا النوع من الأملاح ومعالجته".

التحاليل

وعن أهمية الأجهزة المساعدة في عملية الترميم أضاف شعيب: "كي أستطيع التعرف على نوعية الأثر والبناء الداخلي له يلزمني اجراء التحاليل وهنا لابد من الاشارة الى بعض الأجهزة المهمة، من تلك الأجهزة مثلا التصوير بالأشعة السينية فعن طريق هذا التصوير استطيع التعرف على الآثار المعدنية التي مرت عليها ثلاثة أو أربعة آلاف عام كما يمكنني التعرف على نسبة الصدأ فيها ونسبة المعادن المتبقية.

كذلك من تلك الأجهزة الالكتروني الماسح وهو جهاز قادر على التعمق في المادة حتى لو كانت عضوية وقادر أيضا على التعرف على نسبة الأملاح فيها"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً