العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ

حركة «محبطون»...

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

تعريف الحركة: منظمة بحرينية كبيرة جدا، فروعها منتشرة في كل مكان، تضم فئات واسعة من البسطاء صغارا وكبارا. إنها أكبر حركة عرفتها الساحة حتى الآن وليس لها منافسون، لا ينتظر أعضاؤها كرسيا ولا هم يحزنون.

أعضاؤها الأكثر شقاء وحرمانا في هذا المجتمع، قد يتوارى الكثير منهم لئلا تكشف الشمس جراحاتهم. إنهم يختبئون خلف جدران البيوت الآيلة للسقوط، كرامتهم لا تبيح لهم البوح عن معاناتهم، يتعففون من الحياء.

إنهم لا يعترفون بحواجز الأسمنت التي اصطنعها غيرهم. متساوون في الشقاء. متعددو المذاهب والألوان. مختلفو الشرائح والأعمار. متباينو الأفكار والأيدلوجيات. لا يربطهم سوى أمر واحد... تجمعهم صفة واحدة لا غير: إنها الإحباط ولا غير الإحباط يجمعهم!

النظام الأساسي لحركة (محبطون): أنت تكون من غير المرغوب بهم فقط!

الموقع: ينتشرون في كل المحافظات والأرجاء، يعيشون في جهات الوطن الأربع... ولا تخلو منهم منطقة: من المحرق إلى سترة إلى الزلاق إلى كل مكان.

الزمان: كل يوم يمر وهم يعانون!

الأعمار: عقارب الزمن توقفت عندهم.

فترة العضوية: من المهد إلى اللحد.

الأمنيات: مسكن كريم، وظيفة لائقة، مساواة، وكرامة!

الطموح: معيشة كالآخرين.

الحالة: عزاب ومتزوجون.

الاشتراك السنوي في حركة (محبطون): مجاني وآلي... يكفي أن تكون محروما حتى تنتمي للحركة.

شروط العضوية والانتساب:

-1 أن تكون بحرينيا من غير الطبقات العليا (لا تكون من صفوة القوم).

-2 أن تعاني من الفقر (راتبك 200 دينار أو ينتهي قبل انقضاء الأسبوع الأول من الشهر).

-3 قدرك أن تعيش في بيت آيل للسقوط (حياة آيلة للسقوط).

-4 تلاحقك القروض (تدور في دوامة فارغة).

-5 ليس من حقك أن تتمتع بجمال الشاطئ، وتزيد معاناتك أن كنت بجوار البحر.

-6 طلبك عالق في أدراج الإسكان منذ العام 1992 (موعود بالقرعة على منزلك الموعود بعد 17 عاما من تقديم الطلب)!

-7 طلبك للتوظيف لن يستقر إلا في «سلة المهملات»، لأن ياءك لا تجر.

-8 تنتظر الخمسين دينارا في طوابير الذل أشهرا وأشهرا.

-9 يمكن أن تصبح ذات يوم ويتصببك العرق، لأن الكهرباء قد قطعت عنك (لأنك تخلفت عن التسديد)!

-10 يكفي أن تشعر بأن السبل قد ضاقت بك، وبأن الأبواب جميعها موصدة أمامك، وبأن هناك من تسلق على ظهرك وأنت تدفع الثمن دائما، لأن سجيتك هي طيبة هذه الأرض.

لحسن الحظ، فإن حركة (محبطون) أكبر حجما وأفقا من جمعيات الطوائف والمذاهب، حسب هذه الحركة فخرا أن أعضاءها متساوون في الحرمان. ولحسن الحظ أيضا أنهم لا يحتاجون لطلب إذن من أية وزارة حتى يقيموا مؤتمرهم العام، لأن جمعيتهم العامة دائمة الانعقاد، ونصابها متحقق في كل الأحوال! إنهم ليسوا من أصحاب الأصوات الجهورة... إنهم لا يزالون منسيين حتى في زمن الإصلاح.

أيها المحرومون... وأيها المحبطون... عددكم أكبر من أن يحصى، ليس لكم حظوة من خيرات بلدكم. مساكين أنتم لأنكم تعاملون صفرا على الشمال، لكن عزاءكم أنكم شامخو الرأس كنخيل أرضكم... تنشدون وطنا أكثر عدلا يحتضنكم... أما آن لنوافذ الأمل أن تفتح ذراعيها لتحضنكم؟!

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً