هل يمكننا التنبؤ بنتائج الانتخابات البحرينية التي تطل علينا مطلع الأسبوع المقبل، أم أننا بحاجة إلى مجهودات الأخطبوط بول الذي اشتهر بقدرته الفائقة على التنبؤ بالفرق الفائزة في مباريات كأس العالم التي جرت مطلع هذا العام؟
الأخطبوط الشهير بول تنبأ بفوز فرق لم يتنبأ بفوزها الكثيرون مؤرخاً لحقبة «أبطال جدد» في كأس العالم. غير أن الأخ العزيز الأخطبوط بول حتى لو لم يكن بحرينياً أو على أدنى اطلاع بالوضع السياسي البحريني، فإن حصافته لن تعييه على الأغلب من استنتاج أن مرحلة الأبطال الجدد بعيدة جداً عن البحرين. فالوضع السياسي في هذه الجزيرة الصغيرة الجميلة لا يتغير بشكل سريع أو مفاجئ، ولا يمكن أن يدخل في حقبة أبطال جدد مثلما تنبأ بول لفرق كأس العالم، فالأبطال الجدد هم القديمون وإن تغيرت وجوههم، والتغيير الجذري في هذه الانتخابات مستبعد جداً.
في هذه الانتخابات البحرينية، لم نعد نسأل هل سيفوز فلان (قليل الحظوظ)، لأننا نعلم جدلاً أنه لن يفوز، ولكننا صرنا نسأل كم سيحقق من الأصوات في دائرته، أي كم سيكون هامش خسارته؟ فهذا أيضاً مؤشر مهم للغاية قد يفيدنا في الانتخابات المقبلة.
ولأن الكثيرين - بما فيهم المرشحين - يعلمون إجمالاً من الذي سيفوز في الانتخابات، ترى تصرفات المرشحين وخطاباتهم انعكاساً لكل ذلك. البعض يتصرف على أنه صار نائباً أو عضواً بلدياً بالفعل، والبعض الآخر صار يحسب سراً مقدار خسارته المادية جراء هذه الانتخابات وينتظر بفارغ الصبر أن يحل يوم الثالث والعشرين لكي ينتهي الكابوس ويجلس مع دفتره ليجرد ما كلفه من أموال.
لقد أثبتت الكثير من الدراسات العالمية حول الانتخابات بأن الأيام القليلة التي تسبق يوم الاقتراع الانتخابي هي الحاسمة بجدية في نتائج الانتخابات، بل إن دراسات أخرى أثبتت بشكل قاطع أن نسبة لا يستهان بها من الناخبين يحددون قرارهم الانتخابي ومن سيصوتون له في يوم الاقتراع نفسه، قبل ساعات من ذهابهم للتصويت أو ربما قبل دقائق من دخولهم مركز الاقتراع الانتخابي. لذلك يعوّل الكثير من المرشحين على هذه الأيام المتبقية من عمر الحملات الانتخابية في حشد أكبر عدد من الأصوات، ولذلك يعرف المرشحون ومدراء حملاتهم معاً بأن يوم الاقتراع هو يوم المعركة الكبرى التي لا يمكن أن يعرف نتائجها مسبقاً حتى لو جاء الأخطبوط بول بنفسه.
في الدول العريقة في التجربة الانتخابية تم تطوير وسائل علمية دقيقة للتعرف على اتجاهات الناخبين عبر مسوحات لقياس الرأي وبالتالي التنبؤ بنتائج الانتخابات قبل يوم الاقتراع. طبعاً كل هذه الأساليب تعتبر فعالة وممكنة في أنظمة انتخابية تعتمد تسجيل المقترعين مسبقاً وتمتلك قوائم دقيقة وشفافة لأسماء وعناوين الناخبين.
إجراء هذه الدراسات بشكل دقيق لايزال غير ممكن في البحرين، ليس بسبب النظام الانتخابي وحده، ولكن بسبب عوامل مرتبطة بطبيعة المرحلة السياسية التي يمر بها المجتمع، طبيعة الناخبين أنفسهم وقدرتهم التامة على اتخاذ قرارهم الخاص، ومدى نضج هؤلاء الناخبين في اختيار مرشحيهم، علاوة على النضج السياسي للتيارات.
وفي انتخابات 2010 بالذات يتدخل عامل على درجة كبيرة من الأهمية في التأثير على مدى قدرتنا على التنبؤ بنتائج الانتخابات، وهو عزوف الناخبين عن التصويت. لا يمكن الآن قياس الكتلة التي ستعزف عن التصويت، لكن تأثيرها حتى الآن يبدو كبيراً للغاية. بدأت هذه الكتلة بمؤشرات صغيرة كتمزيق إعلانات المترشحين في مناطق كثيرة من البحرين. ثم تضاعف التأثير حتى تسبب في إلغاء أحد الخطابات الجماهيرية التي كان من المقرر عقدها في أحد المناطق المحسوبة على تيار سياسي إسلامي كبير. واستنفر ذلك كله قادة الرأي من رجال الدين لدعوة المواطنين للتصويت في يوم الانتخاب بناء على واجب شرعي.
عوامل كثيرة تتدخل للتأثير على طبيعة التصويت في انتخابات البحرين المقبلة، لكن التنبؤ بالنتائج يبدو ممكناً لمن يقرأ بواقعية سياسية واجتماعية ما يدور. ففي البحرين لسنا بحاجة إلى نتائج مسوحات الرأي العلمية أو تنبؤات الأخطبوط بول الحصيفة، فلدينا مؤشراتنا الخاصة التي قلما تخطئ
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 2963 - السبت 16 أكتوبر 2010م الموافق 08 ذي القعدة 1431هـ
احمد البر
اشكر الكاتبه على هذا الطرح(الاخطبوط بول) ازيدك وازيد القراء علماً بأن بول موجود في البحرين بعدة اشكال
...
هلمرة كل لاخطبوطات والخثاثيق والقباقب في العالم متفقة مع الأخ بول
ما يبي لها تنبؤ ولا شي
لقوال على عدد الكراسي مغابل صفر طبعا
يوم تنبأ الأخطبوط بول
لذلك يعوّل الكثير من المرشحين على هذه الأيام المتبقية من عمر الحملات الانتخابية على تنبأ الأخطبوط بول في حشد أكبر عدد من الأصوات، ولذلك يعرف المرشحون ومدراء حملاتهم معاً بأن يوم الاقتراع هو يوم تنبأ الأخطبوط بول التي لا يمكن أن يعرف نتائجها مسبقاً الا الأخطبوط بول ، لكن الكلمة بول في قاموس العرب كلمة غير محببة و نج...... لذلك لم يهتم العرب في البحرين يتنبأ الأخطبوط بول عن انتخابات 2010؟ ولكن بنلاحظ الاهتمام بتطبيق القانون الانتخابي الحروالشفاف ، ولم نجد تزوير ابدا حتى بالصناديق العامة .
المراكز العامة
المراكز العامة هي من ستتنبأ بالنتائج سلفا
شكرا
الفاتحة
نعم يا بهلول، لقد مات بول قبل شهرين او اكثر ونشر خبر وفاته، وتم تابينه ايضاً. الله يرحمه . الفاتحة!!!!
بهلول
(بول) إذا تحطين -هل- بعد الحرف الأول يصير بهلول بس صدقيني ما يصير لي شي. عموماً عزيزتي العمر الإفتراضي لـ بول هو 3 أشهر فقط يعني يمكن مات ألحين الله يرحمه و يرحم ديمقراطيتنا وياه.