العدد 2963 - السبت 16 أكتوبر 2010م الموافق 08 ذي القعدة 1431هـ

لننصت في اليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى أصوات الفقراء

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

في الاحتفال هذا العام باليوم الدولي للقضاء على الفقر، ينصب الاهتمام على موضوع العمل اللائق والعمالة الهادفة وسبل الرزق المدرة للدخل، أو بإيجاز على: فرص العمل.

فالعمل اللائق المنتج هو من أكثر وسائل مكافحة الفقر وتحقيق الاكتفاء الذاتي فعالية.

بيد أنه حتى يومنا هذا، يزاول أكثر من نصف سكان العالم المشتغلين أعمالاً غير مضمونة لا تتوفر لهم فيها شروط العمل الرسمية والضمان الاجتماعي. وهم غالباً ما يتقاضون أجوراً ضئيلة للغاية لا تكفي لإعالة أسرهم، ناهيكم عن ارتقاء درجات سُلم الفرص الاقتصادية. ولقد ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية بما يقدر عدده بزهاء 64 مليون نسمة في أتون الفقر وزاد عدد العاطلين منذ العام 2007، بما يربو على 30 مليون شخص.

فكيف يمكننا العبور من الفقر إلى العمل اللائق؟ والإجابة هي: بالاستثمار في السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي من شأنها أن تساعد على تهيئة فرص العمل؛ والنهوض بشروط العمل اللائق وترسيخ جذور نظم الحماية الاجتماعية. وفي هذا الصدد، يعد أيضاً توفير التعليم وخدمات الصحة العامة والتدريب المهني أمراً أساسياً.

ويتوجب علينا أيضاً، أن نركز، بوجه خاص، على تهيئة فرص العمل للشباب. فمعدل البطالة بين الشباب قد يصل على الأرجح إلى ثلاثة أمثاله بين الكبار. وفي السنة الماضية، فاق عدد الشباب العاطلين 81 مليوناً، وهو رقم غير مسبوق. وفي هذا الصدد، يشار إلى أن العمل اللائق يعد من أفضل السبل التي تتيح للشباب التطلع إلى مستقبل مشرق بالأمل.

وفي الشهر الماضي، أقر قادة العالم خلال مؤتمر القمة العالمي، الذي عقد في نيويورك بشأن الأهداف الإنمائية للألفية، خطة عمل تهدف إلى تكثيف جهود مكافحة الفقر على الصعيد العالمي. ذلك أنه، على الرغم من مظاهر التقدم المشجعة التي شهدناها في أنحاء كثيرة من العالم، لايزال هناك مئات الملايين من البشر يعيشون في ظروف مروعة يفتقرون فيها، حتى إلى أبسط الخدمات. والواقع أن معالجة أزمة العمل العالمية أمر ضروري لتغيير هذه الصورة - لقهر الفقر - وتدعيم الاقتصادات وبناء مجتمعات يسودها السلام والاستقرار.

ولا ينبغي التذرع بما يسود على نطاق واسع من عدم اطمئنان إلى الأوضاع الاقتصادية ومن تقشف مالي، لتقليل الجهد، بل على النقيض ينبغي أن يكون ذلك حافزاً على مضاعفة الجهود.

فلننصت في هذا اليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى أصوات الفقراء، ولنعمل جاهدين على تهيئة فرص العمل وظروف العمل المأمونة في كل مكان.

ولنعمل على بناء عالم ينعم فيه الجميع بالعمل اللائق

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 2963 - السبت 16 أكتوبر 2010م الموافق 08 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً