العدد 2962 - الجمعة 15 أكتوبر 2010م الموافق 07 ذي القعدة 1431هـ

مهمات في «جايتكس»

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تشارك البحرين للمرة الرابعة برواق مستقل، في معرض «جايتكس»، الذي يطفئ شمعته الثلاثين هذا العام. كانت الخطوة الأولى على طريق الوجود «المستقل» في «جايتكس»، قبل أربع سنوات عندما قررت «الحكومة الإلكترونية» البحرينية، أخذ زمام المبادرة، وبناء منصة خاصة بها في ذلك المعرض الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، في قطاع تقنيات الاتصالات والمعلومات، حيث تشارك فيه معظم شركات ذلك القطاع، العالمية منها والإقليمية، تغطي أنشطتها مروحة واسعة من المنتجات والخدمات، تمتد من الاتصالات المعقدة حتى الإلكترونيات الاستهلاكية. ويتميز المعرض هذا العام بإفراده مساحة واسعة للحوسبة السحابية.

الهدف من مشاركة البحرين برواق مستقل، تشغله مجموعة من الشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة الحجم، جنباً إلى جنب مع الحكومة الإلكترونية، ومجلس التنمية الاقتصادي، هو «الترويج للبحرين كي تصبح مركز صناعة تقنية الاتصالات والمعلومات في منطقة الشرق الأوسط». تواجه البحرين، حكومة ومؤسسات خاصة وغير حكومية مجموعة، ليست بالسهلة، من الصعوبات والتحديات يمكن حصر أهمها في النقاط التالية:

1. المنافسون المحترفون من دول الجوار، ممن سبقوا البحرين لتحقيق هذا الهدف، وهم يملكون إلى جانب الخبرة التي اكتسبوها على امتداد ما لا يقل عن عشر سنوات، وفي حالة دبي يصل الرقم إلى 30 عاماً، شبكة العلاقات الإقليمية والدولية التي بنوها خلال تلك الفترات. الخبرة والعلاقات، باتا اليوم من المكونات الرئيسية التي تسبق أحياناً في الأهمية، وتتجاوز في التأثير رأس المال النقدي، لأي مشروع استثماري، وخاصة عندما يكون المجال هو صناعة تقنية الاتصالات والمعلومات.

2. الإمكانات المالية، التي ينبغي رصدها لتأهيل البحرين أولاً، وترويجها ثانياً كي تتحول إلى هذا المركز الذي نتحدث عنه. إذ بوسع من دخلوا هذه الأسواق مثل قطر أو السعودية، في فترة متأخرة، أن يعوضوا «التخلف» الزمني، بالغزارة المالية، التي تبيح لهم استقدام كفاءات عالمية ممن لديها الخبرة، والتي في إمكانها «حرق» المراحل لبناء شبكة واسعة وقوية من العلاقات التجارية.

3. الصورة الخارجية، التي رسمها الإعلام البحريني، وللأسف الشديد بشكل خاطئ، للواقع الذاتي، حيث تبدو صورة البحرين اليوم، في عيون الاستثمارات الأجنبية، وكأنها لبنان أو عراق، وربما أفغانستان، أخرى، تعلو سماءها أدخنة «إطارات السيارات المحروقة»، وتردد شوارعها أصداء انفجارات قنابل المولوتوف المصنعة محلياً، التي تقوم بها «خلايا نشطة تخطط لانقلاب يطيح بنظام الحكم القائم».

هذه التحديات تجعل من المشاركة في «جايتكس» هذا العام، بل وكل عام، مهمة وطنية، تتطلب تظافر كل الجهود، وتسخير المزيد من الإمكانات من أجل تحقيق هدف التحول إلى «مركز إقليمي متميز لصناعة تقنية الاتصالات والمعلومات». ويمكن الوصول إلى ذلك من خلال الخطوات التالية:

1. تشكيل لجنة، من ذوي الاختصاص والكفاءات، من المنظمات الحكومية والأهلية، يتم اختيار أعضائها من مؤسسات قائمة مثل الحكومة الإلكترونية أو مجلس التنمية الاقتصادية، على المستوى الحكومي، وجمعية البحرين للإنترنت ولجنة تقنية المعلومات في غرفة تجارة وصناعة البحرين من القطاع الأهلي.

2. رسم خطة إستراتيجية متكاملة لهذه اللجنة، تضع نصب عينيها هذا الهدف، وتسعى لتحقيقه من خلال المشاركة في الفعاليات العالمية والإقليمية ذات العلاقة مثل «سيبيت» في ألمانيا، و»جايتكس» في دبي، وتعزيز تلك الفعاليات التي تقام في البحرين مثل (Mena ICT)، و»أسبوع الإنترنت الخليجي»، و»الجائزة العربية للمحتوى الإلكتروني»، وأخرى غيرها أيضاً، دون التردد في استحداث أخرى غيرها، شريطة أن تتكامل معها. ومن الطبيعي أن ترصد موازنة لهذه اللجنة كي تتمكن من أداء مهامها، وإنجاز أهدافها على النحو الأفضل.

3. الاستفادة من شبكة العلاقات القوية الدولية التي تمتلكها المؤسسات البحرينية الحكومية والأهلية، فعلى المستوى الحكومي، نجحت الحكومة الإلكترونية في نسج علاقات قوية مع شركات عالمية من أمثال «سيسكو»، و»مايكروسوفت»، وعلى المستوى الأهلي، تمكنت جمعية الإنترنت، من بناء علاقات حميمة مع منظمات دولية مثل «جائزة القمة العالمية» (WSA)، و»اليونيدو».

4. التعاون مع المؤسسات المحلية الداعمة، لتعزيز مشاركتها، ومضاعفة دورها، لتقليص العبء من على كاهل الشركات البحرينية الصغيرة والمتوسطة الحجم، ولعل مشاركة صندوق العمل «تمكين»، من خلال تحمل نسبة عالية من الكلفة المالية التي كان يفترض أن تتحملها كاملة تلك الشركات، شكلت خطوة سليمة وفي الاتجاه الصحيح.

5. زرع ذهنية الإنجاز القادر على الاستمرارية والنمو، فمن الضرورة بمكان، التأكيد على أن تحقيق هذا الهدف، لا يمكن أن يتم في غمضة عين، فهو بحاجة إلى جهود متواصلة تعتمد على إرادة صلبة، ورؤية بعيدة المدى. وطالما أن الحديث يمس «جايتكس»، ويتناول هدف البحرين في الوصول إلى ذلك المركز الإقليمي، فلعله من المفيد استرجاع تجربة الحكومة الإلكترونية. فقبل أربع سنوات، وعندما قررت الحكومة الإلكترونية المشاركة في «جايتكس»، نظر البعض منا إلى ذلك القرار بعين الشفقة، خشية أن تصاب الحكومة الإلكترونية بالإحباط عندما تقارن نفسها بمنصات حكومات إلكترونية أخرى من مستوى دبي. لكننا اليوم، ننعم بما تحقق خلال تلك السنوات الأربع من «استمرارية وتطور». ربما بدأ ذلك التطور بطيئاً وبخطوات قصيرة، لكنه حمل في أحشائه كل مقومات الرسوخ والنمو على حد سواء. ومثلما كان قرار الحكومة الإلكترونية، حينها، صحيحاً وجريئاً أيضاً، كذلك هو اليوم قرار رابطة البحرين لمزودي تقنية الاتصالات والمعلومات «بيستا»، القاضي بالحرص على تواجد البحرين وفي «رواق « خاص متميز في معرض «جايتكس»، الذي سيعطي نتائجه الإيجابية خلال فترة لن تقل هي الأخرى عن أربع سنوات.

غداً الأحد، يفتح «جايتكس» أبوابه لاستقبال زواره واحتضان العارضين فيه، وتنفتح معه أبواب الرواق البحريني هناك، الذي نأمل أن يكون أحد لبنات تأهيل البحرين كي تصبح «المركز الإقليمي لتقنية الاتصالات والمعلومات في الشرق الأوسط»، وهذا من صلب مهمات المشاركة في «جايتكس».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2962 - الجمعة 15 أكتوبر 2010م الموافق 07 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:35 م

      أصبحت ثقافة البوتكس تناطح وتتفوق على العديد من وسائل التكنولوجيا

      وهي أسرع سهامها إلى القلب وإذا نظرت وبصرت سوف تلاقي في بعض الحالات إن البعض لم يستطع المرور بشهادته التي سهر عليها الليالي والسنين والايام ,,,, ولكن بضربة إبرة بوتكس تفعل المستحيل إنه زمن البوتكس والحلول السريعة ولطالما شفت بعض من واجهات البوتكس موضوعه في الوجهات الأمامية ... ولطالما شفت بعض العقول المستنيرة وررواد العلم والمعرفة في مؤخرة الصفوف .. إنه زمن الحفيف الطافح

اقرأ ايضاً