العدد 2961 - الخميس 14 أكتوبر 2010م الموافق 06 ذي القعدة 1431هـ

رسائل مانديلا

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل يومين بثت هيئة الإذاعة البريطانية خبراً عن طرح كتاب جديد في الأسواق البريطانية بعنوان «حديث مع النفس»، يتضمن الرسائل التي كتبها زعيم جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا في السجن.

بعض الرسائل التي نشرتها صحيفة «صنداي تايمز»، كما يقول الخبر، تكشف عن المعاناة التي كان يحسّ بها مانديلا خلال فترة سجنه الطويلة، التي امتدت بين عامي 1962 و1990. وتستشهد بما كتبه مانديلا في أحد الخطابات: «أشعر أنني غارقٌ في المرارة»، وذلك لشعوره بالعجز التام عن مساعدة أطفاله وزوجته السابقة (ويني) في الظروف الصعبة التي مرّوا بها.

كان مانديلا قد ارتبط بويني بعد فشل زواجه الأول، ومن خلال مذكراته تكتشف مدى إعجابه وارتباطه القلبي بها. وفي فترةٍ لاحقةٍ تعرّضت هي الأخرى للسجن بسبب نشاطها السياسي ضد نظام الفصل العنصري؛ ما ضاعف معاناة الأسرة وألم مانديلا وراء القضبان.

الكتاب الجديد يكشف أيضاً عن مدى الحزن الذي عانى منه مانديلا بسبب وفاة ابنه أثناء فترة السجن، إذ كتب إلى زوجته في أغسطس/ آب 1976 يقول: «أشعر أنني غارق في المرارة، كل جزء مني، لحمي، دمائي، عظامي، روحي». وفي إشارةٍ طبيعيةٍ جُبِلت عليها الخلائق، يكتب لزوجته ورفيقة دربه: «مشكلتي الأساسية منذ أن غادرت المنزل هي أنني أنام من دونك وأصحو دون أن تكوني قريبةً مني».

في خطاب آخر، يحدّث مانديلا أحد أصدقائه عن إحساسه بعد وفاة ابنه الأكبر من زواجه الأول (تيمبي)، الذي قضى في حادث سيارة عام 1969 عن 24 عاماً، ولم يسمح له حينها بحضور الجنازة؛ ما زاد معاناته. فإذا كان الفقد صعباً على النفس في الظروف الطبيعية، فإنه أصعب وأشد مرارةً على السجين في ظروف العزلة.

التقرير الإخباري تضمّن لقاءات سريعة عن الكتاب، مع أشخاص ذوي علاقة بجمع رسائل مانديلا، أو طباعة الكتاب، أو بعض من عايشوه في السجن. أحدهم أشار إلى أن هذه الرسائل ستكشف للناس بعض نقاط ضعف مانديلا، مع أن الرجل لم يدَّع لنفسه منزلةً خاصةً فوق البشر تمنعه من الشعور بالأحزان. وهو يتحدّث في مذكراته عن معاناته الشديدة في بعض مراحل سجنه، ويعترف بما مرّ به من آلام كبار، وخصوصاً عند وفاة أمه، ومنعه من حضور مراسم تشييعها، أو القيام بواجب دفنها. وعندما خرجر من السجن كان من أول ما حرص عليه أن يزور مقبرتها ويجثو عند قبرها ليفرغ ما بصدره من نفثات ودموع حبسها لسنوات، بسبب إيمانه بضرورة البقاء متماسكاً قوياً أمام مضطهديه. هذا المنظر سيبقى بذاكرتك عندما تقرأ مذكراته التي نُشرت بعدما تحرّر من القيود.

خبر الـ «بي بي سي»، تم تذييله بخلفيةٍ موجزة عن مانديلا (92 عاماً)، الذي قضى 27 عاماً في السجن إبان فترة حكم الأقلية البيضاء وذلك لمناهضته نظام الفصل العنصري. وبعد إطلاق سراحه عام 1990 قاد المفاوضات مع فريدريك ديكليرك. وفي أول انتخابات ديمقراطية جرت في جنوب إفريقيا، اختير مانديلا كأول رئيس أسود للبلاد عام 1994، لكنه استقال من منصبه عام 1999 بعد دورة رئاسية واحدة، ولم يفكّر في البقاء حتى نهاية حياته، أو يورّث الحكم لأحد أبنائه أو أحفاده الذين يحبهم كما يحب بقية الزعماء أولادهم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2961 - الخميس 14 أكتوبر 2010م الموافق 06 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 4:11 م

      تعليق فيه مغالاة

      التعليقات متنوعة وجيدة تدل على اختلاف الدرجات ما عدا الاخير فيه بعض الشطط، فلا يمكن مقاربة الزعماء السياسيين بالانبياء، دون ان ننكر دور القادة السياسيين الكبار في تحرير شعوبهم من الهيمنة والاستعباد مع احترامي للجميع.

    • زائر 9 | 6:35 ص

      مانديلا قائد انساني في مصاف الانبياء

      هذا النوع من القادة الذين يخرجون بلدان من العنصرية الى الحرية او من الاستعمار الى الاستقلال مثل غاندي
      مبروك لتلك الشعوب الحية وعلينا البكاء على الاطلال

    • زائر 7 | 3:14 ص

      ولم يفكّر في البقاء حتى نهاية حياته، أو يورّث الحكم لأحد أبنائه أو أحفاده

      خبر الـ «بي بي سي»، تم تذييله بخلفيةٍ موجزة عن مانديلا (92 عاماً)، الذي قضى 27 عاماً في السجن إبان فترة حكم الأقلية البيضاء وذلك لمناهضته نظام الفصل العنصري. وبعد إطلاق سراحه عام 1990 قاد المفاوضات مع فريدريك ديكليرك. وفي أول انتخابات ديمقراطية جرت في جنوب إفريقيا، اختير مانديلا كأول رئيس أسود للبلاد عام 1994، لكنه استقال من منصبه عام 1999 بعد دورة رئاسية واحدة، ولم يفكّر في البقاء حتى نهاية حياته، أو يورّث الحكم لأحد أبنائه أو أحفاده الذين يحبهم كما يحب بقية الزعماء أولادهم.

    • زائر 6 | 3:13 ص

      العجز التام عن مساعدة أطفاله وزوجته

      بعض الرسائل التي نشرتها صحيفة «صنداي تايمز»، كما يقول الخبر، تكشف عن المعاناة التي كان يحسّ بها مانديلا خلال فترة سجنه الطويلة، التي امتدت بين عامي 1962 و1990. وتستشهد بما كتبه مانديلا في أحد الخطابات: «أشعر أنني غارقٌ في المرارة»، وذلك لشعوره بالعجز التام عن مساعدة أطفاله وزوجته السابقة (ويني) في الظروف الصعبة التي مرّوا بها.

    • زائر 5 | 2:53 ص

      مانديلا

      الغريب فى الأمر أننا ندعى ونفتخربديننا الحق وغيرنا باطل وأن لدينا من الاحاديث والسيرة النبوية ما تعجز عن حمله الجبال ولدينا مذاهب لا يوجد عشرها فى كل الأديان مجتمعة ولدينا علماء ومدارس وحوزات وكلها تعلم الدين أما هم فأديانهم لا تتعدى أوامر أو نواهى محدودة أو قواعد بعدد الأصابع إلا أننا لا نتوالى عن إالوقوف مع الظالم ولا نتوالى عن إغتصاب حق الأخلاين وتسيطر علينا الأنانية وحب النفس والإستهانة بمشاعر وحقوق الغير وعدم إحترامهم والغريب أن يبرر بأسم الدين فكيف نستطيع أن ننجب شخص كمانديلا أو غاندىي

    • زائر 4 | 2:49 ص

      للمخلص صفات

      مانديلا اراد لشعبه و مشروعه البقاء فاثر الشعب على مصالحه الشخصية. و هنا يتبين المرء المخلص من سواه. وكذلك فعل سيد إيران واخرون أرادو لشعبهم العزة والبقاء.

    • زائر 3 | 1:12 ص

      مانديلا زعيم إنساني بامتياز

      مانديلا رمز حي للقيم الإنسانية النبيلة، هذا الرجل الكبير أثبت أنه لا الدين ولا المذهبية تعني شيئا إلا إذا اقترنت بالقيم الإنسانية التي فطر الإنسان عليها، فمهما يكن دينك ومهما يكن مذهبك فلست بشيئ يذكر إذا لم تكن إنسانيا في فكرك وسلوكك وتضحياتك من أجل الإنسان

      حبيب الهملي

    • زائر 2 | 12:11 ص

      ماندلا رمز حارب العنصرية البغيضة

      ليس هناك صفة في الفقه السياسي الدولي ابغض من العنصرية لذلك جاهدت اسرائيل هي و حليفتها امريكا ان تزيلها عن نفسها بعد التوصيف الدولي لها و للاسف استطاعت في الماضي اللصيق ان تزيل التسمية عنها.

    • زائر 1 | 11:39 م

      لنقارن و نعتبر!

      النظام العنصري السابق في جنوب أفريقيا ، قارنه بالنظام الصهيوني ، أو حتى أي نظام! ثم خذ العبر
      /السجين الأسطورة مانديلا ، قارنه بالسجناء الذين يحملون رسالة في هذه الحياة ، كالبرغوثي في "اسرائيل" ، أو أي سجين في أي بلد آخر. وخذ الكثير من العبر ...

اقرأ ايضاً