العدد 2961 - الخميس 14 أكتوبر 2010م الموافق 06 ذي القعدة 1431هـ

إخراج عمال منجم تشيلي في عملية ملحمية حبست أنفاس العالم

الرئيس التشيلي يتوسط العمال الذين تم إنقاذهم من المنجم  خلال التقاط صورة جماعية     (رويترز)
الرئيس التشيلي يتوسط العمال الذين تم إنقاذهم من المنجم خلال التقاط صورة جماعية (رويترز)

تابع العالم كله أجمع بإعجاب وتأثر شديدين عملية الإنقاذ الملحمية التي انتهت مساء أمس الأول (الأربعاء) بنجاح مع خروج آخر العمال الـ 33 الذين كانوا محتجزين تحت الأرض لأكثر من شهرين في قاع منجم بتشيلي.

وخرج آخر هؤلاء العمال إلى سطح الأرض في الساعة 21:55 (بحسب التوقيت المحلي) وهو لويس أورثوا «قائد» فريق العمال بعد 69 يوماً قضاها في جوف الأرض. وفي اللحظة نفسها أطلق 33 بالوناً تحمل ألوان علم تشيلي في سماء «مخيم الأمل» الذي انتظرت فيه أسر وأصدقاء العمال على أعصابهم خروج أحبائهم منذ الانهيار الأرضي الذي احتجزهم على عمق يزيد عن 600 متر تحت سطح الأرض في الخامس من أغسطس/ آب الماضي.

ولدى خروجه قال هذا الرجل البالغ الرابعة والخميس من العمر والأب لطفلين والذي تولى مهمة تنظيم حياة المجموعة بعد الحادث «شكراً لتشيلي كلها ولكل الذين ساعدونا. إنني فخور بكوني أعيش هنا». وقد قام هذا الرجل خصوصاً بتقنين الغذاء مع إعطاء كل واحد من العمال ملعقتين من التونة المعلبة ونصف كوب من الحليب كل يومين. إلى أن تمكن مسبار صغير من انتشال رسالة كتبت على قطعة ورق تحمل هذه العبارة التي أصبحت ذات شهرة عالمية «نحن، الـ 33، بخير داخل الملجأ». وقال لويس أورثوا لدى خروجه إن العمال «جميعاً كانوا يريدون تقبيل الحفارة».

وأضاف «لكن ما كان لدينا هو الإيمان. كان لدينا الأمل في أن يتم إنقاذنا يوماً. ونشكر الله على ذلك» واصفاً محنتهم التي لا تصدق بـ «القصة الجميلة».

وعانق قائد «الـ 33» طويلاً الرئيس سيباستيان بينيرا الذي «هنأه بحسن أداء واجبه كقائد، بكونه آخر من خرج» من العمال من المنجم. وأعلن الرئيس التشيلي أن نحو مليار من مشاهدي التلفزيون حول العالم تابعوا عملية الإنقاذ هذه. وعلى إثر ذلك قام الرجلان وعمال الإنقاذ بترديد النشيد الوطني التشيلي واضعين خوذات المنجم على صدورهم. وفي العاصمة سانتياغو جابت السيارات الشوارع مطلقة العنان لأبواقها تحية لإنقاذ حياة العمال. ونقل العمال إلى مستشفى في كوبيابو، التي تبعد مسافة ربع ساعة بالمروحية، حيث سيخضعون لمدة يومين لفحوص طبية دقيقة. وقال وزير الصحة خايمي ماناليش إن اثنين منهما سيخضعان «لعملية جراحية في الفك تحت مخدر عام» لعلاجهما من «التهاب شديد في الأسنان».

وإضافة إلى هاتين الحالتين المرضيتين جرت بالفعل معالجة عامل أصيب بالتهاب رئوي.

وفي كوبيابو احتفل الآلاف مساء أمس الأول بصخب شديد بعودة العمال سالمين إلى السطح في الساحة الرئيسية لهذه المدينة المنجمية التي تضم 150 ألف نسمة. وقد طلب العمال الذين أصبحوا أبطالاً معروفين بالنسبة للتشيليين «قليلاً من الصبر» وإمهالهم «بضعة أيام» مع أسرهم قبل التحدث إلى وسائل الإعلام. وقال اليخاندرو بينو وهو صحافي الذي دربهم على أساليب الأحاديث الصحافية، «لقد أشاروا إلى أنهم يرغبون في البقاء وحدهم مع أسرهم لبعضة أيام». وقد خرج العمال من قاع المنجم في أقل من 22 ساعة بواسطة كبسولة طليت بألوان علم تشيلي الأبيض والأزرق والأحمر وأطلق عليها «فينيكس» أي طائر الفينيق.

وعلى إثر إخراج الرجال العمال جرى إخراج عمال الإنقاذ الستة الذين نزلوا إلى الملجأ لإعداد العمال ومساعدتهم على الخروج بعد أن وضعوا لافتة تقول «المهمة أنجزت» تاركين خلفهم كهف المنجم خاوياً إلا من أضواء الكشافات.

ولقيت عملية الإنقاذ إشادات كثيرة من الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا والحكومة الفرنسية وكثيرين غيرهم وكذلك أيضاً نجم كرة القدم السابق دييغو مارادونا. وقال بطل العالم للعام 1986 والمدرب السابق لمنتخب الأرجنتين «كانت ليلة مؤثرة (...) كنا جميعاً عمال إنقاذ تشيليين وأهالي» لهؤلاء العمال.

وقد توافد أكثر من ألفي صحافي لتغطية «النهاية السعيدة» لهذه المحنة التي لا سابق لها والتي تصدرت الساحة الإعلامية في جميع أنحاء العالم.

وأعلنت تايوان أمس أنها ستوجه دعوة لعمال المنجم لزيارة معرض «تايبيه إنترناشونال فلورا» الدولي للزهور للعام 2010.

العدد 2961 - الخميس 14 أكتوبر 2010م الموافق 06 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً