العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ

احلم يا فقيروه!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

لم يكن حريا بنا أن نبادر إلى تحمل الاختلافات وفرض بساط ثقافة جديدة على المجتمع البحريني وهي ثقافة الاختلاف فيما بيننا مع أناس لا تفقه أصلا لهذه الثقافة الجديدة عليهم، لولا أن هناك هدفا أسمى بكثير من تحمل تبعات هذا المرض ليجبر طرف على تحمل تفاهات وهرطقات الطرف الثاني بشتى ألوانها وأشكالها وباستخدام الكثير من الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية. .. ولم يكن لزاما علينا أن نقرأ ونتابع ما يدور بين أحرف وسطور وفواصل الأعمدة التي تفوح منها روائح الفتن بأنواعها واستراتيجيات الصحف التي تطالعنا كل صباح بالكثير من الغث والسمين وشيء من الزبد... ولم يكن حريا بنا أن نتحمل الاتهامات من جميع الجهات... جهة تخونك في وطنك وأخرى تتهمك ببيع "القضية" وأخرى بتسلم ما تيسر من هدايا وعطايا تبتغي منها غلق فمك الذي امتلأ بالماء... والادهى أن هذه الاتهامات لا تأتي من غريب أو عدو أو خصم بقدر ما هي تأتيك من أقرب الناس إليك، ومن أناس دافعت ومازلت تدافع عنهم وعن قضاياهم.

ولم نكن مجبورين على أن ندافع عن وجهات نظرنا وعن حقوقنا المشتركة من تعديل مستوى معيشي أو سكن أو تجفيف أسباب ومنابع البطالة التي أدت بنا إلى الكثير من الجرائم والمصائب التي تساهم في التقليل من أعداد مجتمعنا الموصوف بالفتي والذي صارت ضحاياه أكثرها من الشباب... جزء نخسرهم في الحوادث المرورية وجزء تكون نهاياتهم السجون والزنازين إما بجرائم سرقة أو مخدرات.

لم يكن حريا بنا أن نتحمل تفاهات الكثير من الأطروحات التي يطرحها بعض من أفراد المجتمع، والتي تهدف إلى خلق جدار يفصل بين طبقة وأخرى... ليؤدي إلى تقسيم المجتمع إلى مجتمع طبقي بغيض... الفقير منهم يزداد فقرا والغني يزداد غنى.. كون أصحاب هذه الأطروحات الغبية لا يتحملون أن يكون أحد من الفئة الأخرى في منصب أو ذي موقف مسموع مؤثر في المجتمع على جميع المستويات الاجتماعية منها والسياسية.

كثيرة هي المصائب التي نجبر على مواجهتها... لا لنتسلى بها أو تتسلى بنا... بل نواجهها بغية إيجاد الحل الجذري الذي يريح جميع الأطراف... الرافضة والمؤيدة والمتلكئة في إيجاد الحلول وتطبيق المشروعات الناجعة.

فمشكلتنا في البحرين بسيطة جدا... وكل ما تتطلبه هو أن يخلص المسئولون في البلد والقائمون على إيجاد الحلول الموجودة أصلا، في تطبيق هذه المشروعات والتصريحات الموسيقية الجميلة التي نقرأها في الصحف كل يوم.

فالقوانين النموذجية موجودة لحل هذه المشكلات، ولكن ينقصنا التطبيق والتنفيذ على أرض الواقع... فحلمي أن أجلس مع ولدي فواز ورنا في "المستقبل القريب" وأقص عليهم كيف كان وضع البحريني ومعاناته مع الفقر والبطالة ونقص السكن... وكيف كنا نرى البيوت المتهالكة تتساقط على أهلها وكيف هي بيوت الإسكان كانت توزع على المواطنين الجدد! وكيف كان المواطن البحريني يصعب عليه الوصول إلى وظيفة رجل أمن بعكس الأجنبي الذي تستأجره الدولة لشغل هذه الوظيفة... فأحلم بأن أقص عليهم هذه القضايا وأرى أفواههم تنفتح وأعينهم "تتبقق" من الاستغراب لأن الوضع الآن "المستقبل القريب" جدا مختلف ولم تعد هذه المشكلات المؤرقة موجودة وأصبحت من الماضي! فهل يبقى حلما... وهو تطبيق لمقولة قرأتها على أحد الباصات وتقول "احلم يا فقيروه"؟

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً