العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ

جودر ومئتا جودر

حسين خلف comments [at] alwasatnews.com

لم يمض يوم على اجتماع عمومية جمعية الأصالة، التي أجمع أعضاؤها الذين حضروا العمومية على توفيق أوضاع الجمعية مع قانون الجمعيات السياسية، حتى تحركت قضية فصل صلاح الجودر من الجمعية.

بعيدا عن الانحياز مع أو ضد أي طرف في القضية، فإن المسألة تحتاج إلى تأمل وإسقاط هذه القضية في هذه الجمعية، على جمعيات أخرى، ويمكن البدء بسؤال مهم هو: هل فصل الجودر، علامة صحية أم مرضية؟، فالفارق واضح لنا نحن الصحافيين الذين نتابع ملف الجمعيات السياسية، إذ نرى أن هناك جمعيات بها مئتا جودر، وهم يرفعون العرائض ويصرحون ويعلنون مواقف، لا تتفق مع وجهات النظر الرسمية لجمعياتهم، وهكذا تمضي الأمور في تدافع دائم، وهؤلاء الأشخاص لا يتم تأنيبهم بشكل رسمي أبدا، وعلى الطرف الآخر تفصل جمعية الأصالة الجودر لمواقفه وآرائه غير المتفقة مع مواقف ورؤى الجمعية، هل الأصالة مطالبة بترك الحرية لأعضائها في اتخاذ المواقف، وهل يحق للعضو الحزبي أن يجاهر بما يخالف توجهات جمعيته، ألا يعد ذلك ضربا لمواقفها وتضعيفا لها، أم ان الآراء المختلفة وحريتها تعطيان قوة وديناميكية للجمعية، هل "حاضر سيدي"، هي الأفضل أم "أنا أعارض ولدي رأي آخر" أفضل؟، أسئلة مشروعة تراوح بين الإفراط في المعارضة والمعاندة تعاني منها بعض الجمعيات، وبين التفريط بالآراء الأخرى وحيويتها من قبل جمعيات أخرى، هل إن الجمعيات العمومية الهادئة التي ترتفع فيها الأيدي جميعها وتهبط جميعها مرة واحدة عند التصويت، هي جمعيات عمومية قوية وموحدة، أم الجمعيات العمومية التي تتلى فيها الخطب الملتهبة من قبل كل طرف، وترى أيادي ترتفع بنعم وأخرى ترتفع بلا هي الأقوى؟، ثم هل تعجز أية جمعية عن إيجاد عناصر "مشاغبة" يعتاد الجميع على إدلائها برأي معاكس، أم يقصى هذا الرأي ليستمع الجميع إلى لحن واحد؟

العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً