يبدو ان المجموعة التي بثت اشاعة السعي إلى تكوين جمعية من أجل "لملمة البيت الشيعي" هي نفسها الجماعة التي نشرت لافتات في بعض المناطق أمس تقول إن هناك "وصايا" من "سماحة اية الله العظمى السيد علي الخامنئي "قدس الله ظله"". .. "الى سماحة العلامة الشيخ عيسى قاسم".
قبل ان نكمل قراءة ما تقوله اللافتة، يجب الالتفات إلى "قدس الله ظله"، لأن من كتب هذا المصطلح ليس شيعيا. نعم الشيعة يقولون "قدس سره"، وهي تقال للشخص الميت فقط، ولكن لا يوجد مصطلح "قدس الله ظله".
وقبل ان نكمل قراءة "الوصايا"، فإنه يجب التذكير بأن تعليق اليافطات عند دوار رأس الرمان، وعند تقاطع الجفير، وعند دوار القدم، جاء بعد بث اشاعة لا أساس لها من أن هناك من الشيعة من يعمل على "لملمة الصفوف".
وعلى رغم أنني لا استطيع ان اوجه أي اتهام لأية جهة، لكني أعلم أيضا بانه ليس هناك من الشيعة من "يلملم" صفوفه، وأعلم أيضا ان من كتب هذه اللافتة ليس شيعيا.
اللافتة تتحدث عن "وصايا"، وبمعنى آخر، فان من وزع هذه اليافطات يود القول إن شيعة البحرين ليس لديهم ولاء للوطن، وانهم يتسلمون الاوامر من قائد سياسي - ديني غير بحريني.
من وزع اللافتة يبدو أنه خائف جدا من "احتمال" دخول المعارضة التي يغلب عليها التشيع إلى البرلمان، ولذلك فإنه يحاول استباق الأمور بحيث يخلق ردود أفعال متوترة تدفع باتجاه تأكيد المقاطعة، لأن استمرار المقاطعة يعني أن هذه المجموعة ستبقى محرومة "على ارض الواقع" من الاستحقاق السياسي.
من وزع اللافتة يشتعل قلبه بالطائفية، ويود ان يشعل الاجواء بطائفيته، ولذلك فإن الله شاء أن يطفئ تلك الفتنة من بدايتها عبر فضح الإشاعة التي حاول ترويجها، ومن ثم فضح المصدر الذي وزع اللافتة وكتبها بمصطلح غير مستخدم لدى من يفترض انه كتبها.
اللافتة التي وزعها الطائفيون تقول إن "قدس الله ظله" يوصي "بمعنى يصدر الاوامر" بـثلاثة أمور: "ضرورة المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة"، و بـ "وجوب تنزه العلماء عن السياسة، والتركيز على التدريس والتوعية"، و"انضمام علمائنا إلى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية". وينبغي الالتفات إلى أن من كتب اللافتة استخدم عبارات مثل "ضرورة"، و"وجوب"، و"تنزه" و "علماؤنا"، وهي جميعها تقول لمن يقرأها إن "شيعة البحرين عملاء لإيران".
لست بحاجة لأن ادين اللافتة، لأن سنة البحرين وشيعة البحرين لا يحتاجون إلى شهادة من أية فئة لا تمنحها شهادة في "الوطنية". كما أنني لن اقول إن الشيعة وقفوا مع عروبة واستقلال والبحرين في العام 1970 عندما جاء مندوب من الأمم المتحدة لاستفتاء رأي شعب البحرين، ولا حاجة لي بان اقول إن الشيعة والسنة "يدا بيد" أنجحوا ميثاق العمل الوطني في العام .2001 لست بحاجة إلى كل ذلك، لأن من بث الاشاعة ووزع اللافتة مفضوح امره من البداية إلى النهاية، وهو لا يحب البحرين ولا يحب سنتها كما لا يحب شيعتها ولا يحب اي مواطن من أي نوع آخر يعيش في البحرين. انه طرف يعمل على بث الفرقة، ولكن الله كفانا شره بسبب الغباء المستفحل فيه، ونأمل منه الاستمرار في أعماله الأخرى التي ستفضحه أكثر وأكثر
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ