العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ

دعوة لتطوير "استراتيجيات الصناديق" وتذمر من ابتعاد الجمهور

في دورة نظمها "عراد الخيري"

انتقد إسماعيل باقر إبراهيم الأسلوب الذي تنتهجه معظم إدارات الصناديق الخيرية واصفا إياه بـ "الأسلوب التقليدي غير المنظم، والبعيد عن الاستراتيجيات البعيدة المدى"، مشيرا إلى أنهم "أي الإداريين" "يفتقدون الاستراتيجيات لاستثمار الوقت والجهد والمال لصبها في الأولويات القصوى التي يحتاجها أهالي المنطقة". واستشهد إبراهيم في محاضرته ضمن الدورة التي نظمتها لجنة البحث الاجتماعي في صندوق عراد الخيري التي أقيمت في مقر جمعية أوال النسائية مساء أمس الأول بعراد بقول الرسول "ص" "أفضل المعروف إغاثة الملهوف"، موضحا أنه "يجب أن تذهب الجهود والإمكانات للجهات الأكثر احتياجا".

إلى ذلك شكا نائب رئيس مجلس أمناء صندوق عراد الخيري عبدالله عيسى السبع من عدم اهتمام بعض الأهالي بحضور مثل هذه الأنشطة، مؤكدا ضرورة مراجعة ما طرحه الحضور من انتقادات أو نقاط ضعف يشتكي منها الصندوق، واعدا إياهم برفع تقرير إلى مجلس الأمناء بعد المراجعة، مبديا ترحيبه بأي انتقاد بناء من قبل الأهالي.

رسم الأهداف

بدأ إبراهيم الدورة بشرح عدة نقاط مهمة لتطوير الأداء للأفراد والصندوق بحسب قوله، وهي: أين أنا؟ وأين أريد أن أصل "الأهداف"؟ وكيف أصل إلى الأهداف؟، مؤكدا ضرورة "التفكير في المستقبل، وما نريد أن نحققه على المستوى البعيد وهو ما نسميه بالأهداف، وذلك بدءا بوضع خطط مكتوبة يمكن الرجوع إليها، مع مراعاة الواقع والإمكانات المتاحة"، مضيفا أنه "لابد من وجود الاستعدادات لذلك، سواء الاستعدادات الفعلية أو الكامنة في شكل طاقات وقدرات ومواهب". ووجه إبراهيم الصناديق الى "إخراج تلك القوة الكامنة لدى الأعضاء حتى يصل الصندوق إلى الأهداف المرجوة"، مؤكدا ضرورة "الاستمرار في تنمية المهارات لتطوير أي فرد من خلال تطوير الخبرات والمعارف والمعلومات، وكذلك التحلي بالأخلاق الحميدة، مع ضرورة التحلي بالنظرة الإيجابية للمستقبل".

نموذج "سوات"

ثم عرض إبراهيم نموذج "سوات" الذي هو عبارة عن نقاط القوة والضعف والفرص، والمخاطر والتهديدات التي يواجهها الصندوق، مشيرا إلى "أهمية معرفة نقاط القوة لدى الصندوق والاستفادة منها في درء المخاطر والتهديدات التي تواجهه، والوقوف على نقاط الضعف وذلك لعلاجها وتفاديها". وقد شارك الحضور في تحديد نقاط القوة والضعف والمخاطر التي تهدد الصندوق عن طريق بعض الأسئلة المكتوبة التي وزعها إبراهيم على الحضور.

دعوة لتكثيف الجهود

ودعا إبراهيم الحضور إلى تكثيف الجهود للوصول إلى الأهداف المرسومة، وتسخير كل الإمكانات لتحقيقها، وعدم النظر إلى الهدف كهدف بسيط يمكن تحقيقه من دون جهد مبذول، مؤكدا ضرورة مضاعفته والإعداد الجيد، مشيرا إلى أهمية إعادة النظر في عادات العمل، وكيفية إدارة الوقت في أداء الأعمال التي رتبها على حسب الأولويات "من الأهم إلى المهم إلى الاعتيادي"، ناصحا الحضور بالابتعاد عن مضيعات الوقت مثل: المتابعة المفرطة للتلفزيون والإنترنت، والانشغال بتوافه الأمور.

صفات الإداري الناجح

ثم عرض إبراهيم على الحضور صفات الإداري الناجح، تبعتها ورشة عمل لقياس العقلية الإبداعية لدى الحضور وتعلمهم مهارات الإبداع، واختتم إبراهيم الدورة بربط أعمال مفاهيم الصندوق وأهدافها لنصرة المستضعفين والفقراء استنادا إلى المنهج القرآني لذلك. كما وزعت ورقة تقييم تتعلق بالدورة على الحضور.

وقد علق عضو الصندوق عبدالله حسن السبع في تصريح لـ "الوسط" على الدورة قائلا: "إن هذه الدورة تأتي في إطار سعي الصندوق لنشر ثقافة التطوير الإداري للعمل التطوعي للأعضاء والمساهمين والأهالي"، وأشار إلى أنها وعلى رغم ما حققته من فوائد كثيرة للحاضرين فإنها أتت في وقت متأخر، إذ ان الصندوق لم يستثمر بعض الفرص في الماضي، وأعتقد أن ذلك كان بسبب عدم الإلمام بما جاء في هذه الدورة سابقا.

من جانبه، أكد عيسى العرادي وهو أحد المشاركين حاجة طلبة المدارس إلى مثل هذه الدورات، لافتا إلى أهميتها الكبرى، "فهي تضع الفرد على نقطة البداية، وتعرفه الطريق للوصول إلى النتائج المرجوة".

فيما أوضح عبدالعزيز حسن، وهو أحد المشاركين أن: "هذه الدورة عرفتنا على معلومات كثيرة وقيمة، مثل: استثمار الوقت، ومعرفة نقاط القوة والضعف لدى الصندوق، وذلك بالمشاركة في الرأي، وهذه البادرة لم تكن موجودة من قبل".

يذكر أن الدورة تهدف إلى عدة أمور، منها: الخروج من الوضع الروتيني الاعتيادي في تفعيل دور الصندوق إلى عالم الابتكار والإبداع، مستفيدة من تجارب الصناديق الخيرية الأخرى، وبث روح ديناميكية فعالة بين الأعضاء وتعلم مهارات إنجاز الأعمال بصورة أكثر فعالية من المعتاد عليه الآن، وذلك عبر بناء كوادر ذات روح مسئولية عالية، ومراجعة وتحليل النظم المعمول بها في إدارة الصندوق، وتطوير الكادر

العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً