"إن الحركة السياسية في البحرين ليست نقطة ضعف، وإنما هي مصدر قوة للنظام، وإننا لا نريد إلى شعبنا أن يتسم بصفة شعب السمع والطاعة فقط، بل إن المطالب هي تقوية للنظام، ومشاركة فاعلة تسير بالوطن إلى الأمام".
كانت هذه بعض المقتطفات من حديث جلالة الملك أثناء زيارته الأخيرة لمنزل السيد جواد الوداعي في باربار للاطمئنان على صحته بحضور عدد من علماء الدين، واستعرض السيد عبد الله الغريفي في كلمته بحضور العاهل عددا من الأزمات الخطيرة التي إن لم تعالج فستهدد المشروع الإصلاحي، على حد تعبيره وقال "إن عزمة من عزماتكم يا جلالة الملك يمكن لها أن تحل هذه الأزمات".
وعودا على بدء فإن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك بأننا لا نريد شعبا للسمع والطاعة يدلل على تقبل جلالته لحركة المطالبة بالحقوق في إطار العمل السلمي، وهو أمر مشروع وموجود في الكثير من الديمقراطيات في مختلف دول العالم التي تمنح شعوبها حرية التعبير عن الرأي بشتى الوسائل السلمية المتاحة فنرى أن المناخ السياسي في الكثير من البلدان يعطي الفرصة للشعب للتعبير عن رأيه أو إبداء احتجاجه على أمر ما بالطرق السلمية كالاعتصامات والمسيرات وغيرها. وفي قبال ذلك دأبت الكثير من الأقلام الرخيصة من هنا وهناك على شن الهجمات الشرسة على الحركات المطلبية السلمية محاولة دس السم في العسل وإضفاء الصبغة التي تبتغيها على هذه الحركات وفقا لأهوائها الشخصية وميولها وتوجهاتها، ففي بعض الأحيان يطيب لهذه الأقلام أن تصف الحركة الشعبية للمطالبة المشروعة بحق من الحقوق بأنها حركات ذات نزعة طائفية تسعى إلى زرع الفتن والنزعات الطائفية وتشبهها وكأنها تبتغي إشعال فتيل حرب طائفية ضروس، وتارة تعمد إلى وصفها بأنها حركات تخريبية تسعى إلى تدمير البلد وإحراق الأخضر واليابس، وقد تلصق بها أفكارا معينة وتروج بأن هذه الجماعة تتبنى هذه الأفكار وهي بعيدة كل البعد عنها.
وما يؤسف له ان هذه الأقلام ارتضت أن تصير نفسها في يد فئة قليلة تبتغي تسيير الساحة وفق أهوائها، كما أن هذه الأقلام يضيق صدرها بحرية التعبير التي يعيشها شعب هذا الوطن العزيز في ممارسة حقه بالتعبير عن وجهة نظره بطريقة سلمية والمطالبة بحقوقه التي كفلها الدستور، فمتى تكف هذه الأقلام عما هي ماضية فيه؟
العدد 1089 - الإثنين 29 أغسطس 2005م الموافق 24 رجب 1426هـ