من المؤسف حقا ان نجد هناك محاولات لاخماد روح الوحدة الوطنية التي هي جزء لا يتجزأ من مسيرة الاصلاح السياسي التي شهدتها البحرين منذ سنوات رغم ان ممارسات الطائفية واصواتها أصبحت هي الطاغية في اغلب الاحيان بصورة مقززة تسيء الى شكل وصورة اهل البحرين الحضارية.

هناك من يدعي انه لا طائفي رغم انها تجري في جسده حتى النخاع متلبسا بثوب الوطنية التي يستخدمها من وقت لاخر وذلك لخدمة مصالحه وأغراضه في الوقت المناسب.

ومع ذلك هناك من يصدقها ويبني افتراضاته وتحليلاته من واقع التخدير الطائفي ان صح لنا قول ذلك غير مدرك انه بايمانه بتلك الاوهام يشق الصف الوطني الذي طالما جمع البحرينيين بمختلف عقائدهم ومذاهبهم وايدولوجياتهم من مسلمين ومسيح ويهود وعلمانيين وغيرهم.

حتى الان لم يحل البحرينيون مشكلاتهم بشكل عام ايا كانت وايا كان حجمها والسبب راجع الى الفرقة التي تداهمهم وما اكثرها التي تنطلق من منطلقات مذهبية او عرقية او اثنية بحتة... وكأن ما يحدث الان في الشارع البحريني صورة مصغرة الى ما يحدث في الشارع العراقي الذي يتمزق بسبب "الدق" على الفروقات والاختلافات الاثنية والعرقية.

وحسنا فعلت اغلب الرموز الوطنية بمن فيها الشيعية عندما أعلنت أمس وبصريح العبارة رفضها التام لتشكيل أي تكتل بحريني مبني على المذهبية.

وخصوصا أن اصابع الاتهام وجهت الى تلك الفئة من مجتمعنا وذلك بصورة مبتذلة تثير الفتن بين شرائح المجتمع بغية ابقائه ضعيفا غارقا في تفاهات الطائفية... لا وقت له لحل و طرح مشكلاته الاساسية كشعب واحد.

إن نشر انباء لا صحة لها كما جاء على لسان الفئة المعنية وذلك عبر تأسيس كيان يلم بيت لشيعة البحرين فقط ما هي الا بداية لغزل طائفي من أجل استشعار نبض الشارع وتهييج مشاعر الضد من قبل الفئات الأخرى على فئة دون أخرى... كل ذلك من أجل شغل الناس بنار الطائفية بدلا من انشغالها بهموم الوطن الاساسية لأن تفتيت الساحة العامة اسهل من تلبية المطالب الوطنية