العدد 1088 - الأحد 28 أغسطس 2005م الموافق 23 رجب 1426هـ

مجالس الفرجان في الميزان!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

يلاحظ علي الكثيرون أنني لست من رواد المجالس اليومية أو الأسبوعية التي يقيمها الأصحاب والخلان والكثير من الوجهاء من جيران وغيرهم، إلا أن تلك القطيعة لم تكن بسبب موقف شخصي أو مصيبة بقدر ما هو "سيستم" لم أر منه فائدة عالية تخرج عن المألوف أجنيها حتى على المستوى الشخصي على الأقل! فما يدور في تلك المجالس أو التجمعات إن صح التعبير لا يخرج عن كونه اجترارا لمشكلات المجتمع التي تدور وتدور ولكثر الحديث فيها لا يوجد وقت للحديث حتى عن حلول لها! فمصائب المواطن البحريني كثيرة وكبيرة ومتناقضة تبدأ من لقمة العيش وتنتهي عند النقطة نفسها لتمر بالبطالة. .. هذه الأزمة القديمة الجديدة... ومعدل الرواتب المسكينة التي يوصف من يتقاضاها بالفقير... والتمييز المطعم بالطائفية التي لطالما تهرب عنها ممارسوها بالعلن! ومع قلة هذه المشكلات إلا أنها وصلت إلى مرحلة الأزمات كون القائمين عليها لم يبادروا إلى مواجهتها منذ البداية بالشكل الجاد على الأقل.

ولذلك ترى أخانا الكويتي والقطري والإماراتي يتناقشون في مجالسهم عن آخر أرباحهم في البورصة أو آخر صفقاتهم في الأسواق العالمية ويتداولون شيئا من الشئون السياسية المحلية بالنسبة إليهم على سبيل تبادل الأخبار والتسلية... وإذا ما قارنت مجالسهم بالمجلس البحريني فسترى العجب العجاب!

فذاك يعاني من مرض لا يستطيع السفر لعلاجه كون العلاج غير متوافر في البحرين... وآخر يعاني من انقضاء نصف عمره في البحث عن وظيفة تناسب شهاداته... وذاك الذي لا يستطيع الزواج مثل باقي الناس... وذاك الذي تطارده الديون والايجارات والقروض... وغيرهم الكثير الكثير!

كذلك أصبح المجلس البحريني وكرا نشطا لتبادل الشائعات على الناس... ووسيلة إعلامية خصبة للانتقام... كما أن هناك "مافيات" تتوزع في المناطق لتسيير أمور هذه الشائعات والتحكم فيها... فهذه المجالس اكتسبت مهمة ديمقراطية أخرى في أن تكون مكان انطلاق وترشيح وتفريخ نواب المستقبل... فحملات البعض ولاسيما في منطقة المحرق بدأت سواء على هيئة زيارات مكوكية بين المجالس لرفع شعار "أنا هنا"... أو لطرح الأسماء وبالونات الاختبار.

موضوع بالونات الاختبار أيضا موضوع ناجح في المجالس... فبالونة إجازة الخميس أو السبت مطروحة وجني ردود الأفعال تكون أسرع... كما كانت من قبلها البالونات السابقة! ورجوعا إلى المجالس ترى كل ما يجنيه هو أنه يرتاح نفسيا لا أكثر! يرتاح عندما يتكلم... يرتاح عندما يسمع من يشاركه همه... ولكن أين الحل؟!

لا ننكر أن بعض المجالس اتجه إلى استقبال الندوات الأسبوعية... وخرج من الشكل الكلاسيكي الذي كان مكان اجتماع أهل الفريج لتبادل أطراف الحديث... وهذا تطور حسن يلبي رغبة من يريد أن يستزيد من المعلومات السياسية والاجتماعية وغيرها من الموضوعات المختلفة التي تناقش فيها، ولكن مازالت هناك مجالس تقليدية في الكثير من المناطق محتفظة بطابعها وهيبتها.

إلا أن الأمل أكبر في أن يتجه أصحاب المجالس ورواد هذه المجالس إلى أن يكونوا تيارا واعيا ويصنعوا خطا منيعا من الأفراد في المجتمع يكونون بحق خريجي مدارس المجالس كما تخرج آباؤنا وعرفوا فنون حياتهم من هذه التجمعات.

إضاءة

كثيرون هم من رجعوا من السفر... وغالبيتهم قطع البر والبحر... راحوا يبحثون عن التغيير ونقاء الجو غير هذا الجو الخانق الرطب الذي نعيشه في البحرين... ولكن كلهم رجعوا غصبا عنهم! لا لأجل شيء غير الوطن الذي يربطهم به الكثير... على رغم رميهم بأنواع كثيرة من الاتهامات والنعوت... ولكن لا مكان لهم غير هذا الوطن! "وإللي مو عاجبه يشرب من ماي عذاري المليء بالكلور"

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1088 - الأحد 28 أغسطس 2005م الموافق 23 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً