العلماء الأميركيين في وكالة "ناسا" الفضائية يعكفون منذ سنين على إرسال رواد فضاء إلى كوكب المريخ لعل وعسى أن يجدوا متنفسا للحياة عليه، وذلك يأتي ربما بهدف تهجير سكان الأرض إلى كوكب آخر أكثر أمنا وأمانا وفسحة من هذه الكرة التي تسمى الأرض.
وفي الوقت الذي يسخر فيه الأميركيون جل طاقاتهم لاستقصاء المعلومات عن الكوكب الأحمر، نجد أن البحرينيين البسطاء وميسوري الحال أرسلوا أيضا بعثاتهم الاستكشافية لتفقد مساحات من الأراضي في سلطنة عمان، من الممكن لرواتبهم الهزيلة أن تستوعب أسعارها المعقولة نسبيا، ويبدو هنا أن البحرينيين كانوا أسرع وأذكى من نظرائهم الأميركيين الذين يملكون أحدث وسائل التكنولوجيا والبحث والمعلومات، إذ ما لبث أن انتشرت الإعلانات على واجهات الصحف الترويجية وتصدرت قائمة الإعلانات المبوبة في الصحف المحلية، كما تربعت على اليافطات الكبيرة في الشوارع الرئيسية معلنة فتح الباب على مصراعيه للهجرة الجماعية إلى عمان الشقيقة.
وفي هذا الصدد لن تنفع مدن شمالية ولا ناطحات سحاب وجزر عائمة في ثني المواطن "الفقير" عن الاقتراض لشراء أرض ربما يرحل إليها يوما ما، وهو غير ملام على ذلك التصرف، فبعد الارتفاع الفاحش في أسعار الأراضي ما عاد الوطن قادرا على احتضان أبنائه، فالبحار ملكت والسواحل دفنت والمساحات الشاسعة قسمت، وبقي من بقي يقلب الفتات وهو يتطلع إلى المستقبل البعيد الذي تكون فيه ذريته بمنأى عن تقليب قطع العظم المتبقية من الذبائح السمينة.
أميركا وصلت إلى مبتغاها وربما قريبا ستهجر الدفعات الأولى للعيش على المريخ، في حين يصبح ويمسي المواطن كي لا يفتح عينيه على أرض لا تكنى بالاسم "بحرين"، وهو لا يريد المشتري ولا أورانوس ولا زحل بقدر ما يتطلع إلى جغرافيا تلمه وعياله عن البقاء في العراء
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1088 - الأحد 28 أغسطس 2005م الموافق 23 رجب 1426هـ