العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ

«البحرين للفنون التشكيلية» تقيم معرضا لأعضائها

أعمال أخرجت من الخزائن ونفض عنها الغبار

تزهو أجواء الثقافة في مملكة البحرين بحلية من حلل الإبداع الفني والفكري الراقي، عبر المعرض العام لأعضاء جمعية البحرين للفنون التشكيلية، الذي يحتويه مركز الفنون حتى نهاية أبريل/ نيسان الجاري، بمشاركة عدد من الفنانين 56 فنانا من مختلف المستويات، ومختلف التوجهات والمدارس الفنية.

المعرض افتتح الأسبوع الجاري تحت رعاية وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، بحضور حشد من الفنانين والنقاد والمهتمين بالحركة الفنية في البحرين، وهو ما أفرز أجواء من التبادل والتفاعل مع الأفكار والأطروحات التي تقدم بها الفنانون المشاركون في المعرض والزوار، وبين الفنانين في داخلهم للتوصل إلى آفاق فنية جديدة، رغم شيوع نقد من بعض الحضور بأن ما تم عرضه في المعرض هو «بقايا تجارب مختلفة تم جمعها في معرض».

رئيس جمعية البحرين للفنون التشكيلية الفنان علي المحميد وجد أن المعرض السنوي يمثل «فرصة لمشاركة الفنانين من أعضاء الجمعية، وخصوصا الأعضاء الجدد أو الأعضاء المنظمين للجمعية مؤخرا، دائما يحبون أن يعرفوا الجمهور بأعمالهم وأنفسهم، إذ كان عدد المشاركين كبيرا، ومع تخلف بعض الأعضاء القدامى عن المشاركة لظروف خاصة بهم، إلا أن المعرض كان مستواه جيد والحمد لله».

المعرض هو أحد البرامج التي تقيمها جمعية البحرين للفنون التشكيلية منذ عام 1983، ويحرص على المشاركة فيه الكثير من الفنانين، وهو ما أكده مشاركة عدد من الشباب الجدد في الحياة الفنية، إذ ذكر الحميد أن «الشباب يجدون في المعرض فرصة للظهور الأول للجمهور من خلال مشاركتهم مع الجمعية واندماجهم مع الأعضاء الموجودين والفنانين القدامى، لذلك يصبح عرضهم ومشاركتهم في المعرض السنوي هو تشجيع، وفي نفس الوقت يحاولون العرض في هذا المعرض لإثبات وجودهم كفنانين وسط المشاركين المخضرمين».

المحميد ذكر أن الأعمال المقدمة للمشاركة في المعرض قد تم قبولها بنسبة 85 في المئة، وذلك لكي يتاح في المعرض الفرصة للجميع، مع المحافظة على المستوى اللائق للمعرض، وعدم الضغط على الأعضاء الجدد بشكل كبير لكي لا يشاركون.

«البعض استبعدناهم، والبعض أشركناهم بعمل، والبعض بعملين، مع وجود ضعف بسيط في بعض الأعمال لكن أحببنا أن نعطيهم تشجيعا ودافعا للاستمرارية» كذا يقول رئيس الجمعية مضيفا «مستوى الفنانين القدامى معروف ولا يمكن الطعن فيه، لكن تحفظي هو بالنسبة للأعضاء القدامى الذين قدموا أعمال سبق عرضها، والمفروض تقديم آخر ما توصلوا له فنيا في المعرض، خصوصا أن هذا هو المعرض السنوي للأعضاء، لذلك يجب أن يبرزوا بروزا أكبر في هذه المناسبة».

ووجد المحميد أن المعرض تميز من خلال التنوع في الأساليب والأدوات الفنية المستخدمة في المعرض، مؤكدا أن المعرض كان «مفتوحا للفنانين المصورين بمختلف مدارسهم واستخدامهم للزيت والإكريليك والماء، وكذلك للأعمال النحتية التي قدمت باختلاف أنواعها من الخزف والنحت على الرخام والخشب وصب البرونز، والحديد، فكانت الأعمال النحتية بأساليب وخامات متعددة، وذلك كما كان لممارسي فنون الرسم».

المحميد ذكر أن التصوير الضوئي سيقام له معرض خاص به في مجمع السيف بتاريخ 22 أبريل كنشاط منفصل عن المعرض العام.

ومن جانبه، قال الفنان التشكيلي عبدالشهيد خمدن إن انطباعاته حول المعرض العام بالنسبة للحضور أنه كان ممتازا، وفيما يخص كذلك ترتيب الأعمال وتنظيمها فهو أمر متفوق بالنسبة للجمعية وأنشطتها السابقة، واصفا ذلك بأنه أمر «يحسب لها بشكل إيجابي».

وذكر خمدن أن الفنانين في هذا المعرض الذي يختص بنشاط ونتاج الأعضاء يقدمون نموذجا للعمل الفني المشترك، قائلا «إذا كانت الجمعية تنظم هذا النشاط بشكل سنوي للأعضاء، وبالخصوص بالنسبة لجمعية لها تاريخها ونشاطها وفعالياتها، فيعتبر هذا المعرض أحد أهم الأنشطة التي تقيمها الجمعية، معطية الحق في المشاركة لجميع الأعضاء كنشاط ثقافي وفني يحسب لها، ويفتح للجميع آفاقا من التحاور الفني الذي يثري فكر المشاركين من الفنانين».

وعن مشاركته يقول عبدالشهيد «شاركت في هذا المعرض بحملين، وهما جزء من الأعمال التي قدمتها في معرض طقوس عام 2007، بمشاركة الشعراء علي الستراوي، كريم رضي وإيمان أسيري، وهو معرض بفكرة دمج التشكيل والخط كأساس لعملي، بجانب الشعر والنصوص لباقي الشعراء، والذي أقيم في جمعية البحرين للفنون التشكيلية تحت رعاية وكيل وزارة الداخلية لشئون الهجرة والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة».

وحول تقديمه لأعمال قديمة مقارنة بالتطور الذي شهدته تجربة خمدن الفنية، ذكر بالقول «عادتا ما ينظر الفنان لما هو مقدم حوله من أعمال بالنسبة لما سيقدمه، فيسعى للتنويع، وأنا أحببت أن أقدم شيئا ليس بقديم وليس بحدث، ولكنه ضمن أعمالي والأشياء المرتبطة بهويتي وشخصيتي وبصمتي الخاصة، ولذلك كان قراري بالمشاركة بأعمال خط/ تشكيل خلافا لتجربة النحت التي كانت آخر ما قدمته مؤخرا، وأنا أحتفظ بالمنحوتات لأعمال ومعارض أخرى كي أفتح المجال للتغيير».

الفنان والنحات البحريني خالد فرحان عبر عن المشاركة في المعرض العام بالقول «نحن كشباب في منتصف أعمارنا لنا الشرف بالمشاركة والعرض وسط فنانين كبار لهم أثر في تأسيس الجمعية»، مؤكدا أن الطابع الأكبر في المعرض كان من نصيب النحت، معلقا على ذلك بالقول «ذلك كان كما كان الحال في المعرض السابق من ترك الأثر الأكبر للنحت».

ووجد فرحان أن من فقد من فنانين الجمعية والوسط الفني يجب أن تكرم جهودهم وتعلق في زوايا المعرض لهم بعض الأعمال التي تذكر الناس بما كان هؤلاء الفنانين قد بلغوه من فنهم، وليحفظ لهم أثرهم وذكراهم للأجيال القادمة والفنانين والزوار الذين يستعرضون المعرض ويتذكرون هؤلاء الفنانين.

فرحان وجد أن الأعضاء كان لهم جميعا حق المشاركة، مؤكدا أن المسألة «ليست بالدماء الجديدة الشابة التي تشارك في المعرض، وإنما المطلوب هو الدماء النشيطة التي تشارك باستمرار وتحرك المكان بمشاركتها، وتخلق تجارب وتؤثر في الوسط الفني.

وتحدث خالد عن تجربته بالقول «قدمت تجربة من مجموعة تجاربي السابقة في معرض المرأة، الذي أقمته العام الماضي، وليس هناك من شيء جديد، إذ هي منحوتات من البرونز، وهي نسخ من المجموعة السابقة، وذلك بالنسبة لي هو تلبية لهدف المشاركة والتواجد، وهو الأمر المهم، إذ ليس هدفي هو استعراض ما هو جديد لدي، إذ الجديد هو ما بداخل الفنان، وليس مجرد مرور فترة زمنية على تجربة معينة تجعل من العمل قديما». وكان الفنان التشكيلي البارز عبدالجبار الغضبان الحائز على جائزة الدانة للفنون التشكيلية للعام الماضي هو الآخر قد قدم تجربة من سياق تجربته السابقة التي تألق من خلالها في معرض خاص في 2008، وكانت سبب حصوله على أعلى وأهم جوائز البحرين في مجال الفنون التشكيلية، إذ وجد الغضبان أن مشاركته حددت بعدد الأعمال المطلوبة من كل فنان وهي عملين، معبرا بالقول «قدمت عملين بحكم أحقية كل عضو بتقديم عملين وليس أكثر، وهما عملان من معرضي الأخير الذي أقمته في الجمعية، وطبعا هذه الأعمال شاركت بها وتميزت بمعالجة للأشكال الآدمية فيما يتعلق بوجه المرأة وأوضاعها المختلفة، وتحمل بعد تعبيري في أغلب تناولاتها».

الغضبان وجد المعرض متميزا بإمكانياته، وخص بذلك «المستويات المتفاوتة، التي تأتي من مشاركات جيل الشباب من الفنانين، إضافة إلى أعضاء الجمعية المخضرمين، وبالطبع فإن ذلك سيخلق تفاوت وتنوع في الأساليب والأعمال المقدمة، وعلى الرغم من ذلك فالجانب الإيجابي في المعرض أنه يقام سنويا واستمراريته تعني الكثير لأن استمراريته تعبر عن بروز وجوه ودماء جديدة وجيل جديد يخوض تجارب عن العرض في معارض الجمعية السنوية».

العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً