يفترض أن تتسم الوجوه الجديدة التي تتقلد مناصب مهمة في المواقع الرسمية بـ "تباشير الإصلاح" وأن تتنفس هواء الشفافية، وأن تسبح في بحر الانفتاح مع الصحافة، وأن تنطلق انطلاقة تسرع بـ "الغيير" نحو الأفضل، لا أن تتقهقر إلى الوراء، وتعيش أجواء ملوثة بـ "الماضي" الذي لا يعترف بالصحافة، ولا يعير اهتماما للإعلام، ولا يحترم الرأي العام.
دور الصحافة من أهم الأدوار التي تتجلى فيها "رياح التغيير" ولا يمكن تصور "مشروع الإصلاح" من دون صحافة حرة تعين "الإصلاحيين" على مهمتهم، وتنهض بالنهضة الإصلاحية إلى أعلى مراتبها وذلك لأن الصحافة الحرة "المرآة" التي تعكس كل شيء وتضعه في متناول الرأي العام.
الأمر المأسوف عليه أن بعضا من المسئولين الجدد لا يفهمون هذا "المنطق" ولا يعرفون للصحافة معنى، أو دورا، ويتعاملون معها كأوراق تصدر من مكتب للعلاقات العامة، وهم الذين يحددون الوقت الذي يتعاملون به مع الصحافة بانتقائية فاضحة يشم منها رائحة الفساد التي يخاف من الصحافة أن تكشفه للرأي العام، وإلا ماذا يعني أن يصر أحد المسئولين على انتقاء الجهة الإعلامية التي يصرح فيها، بينما يعرض عن الوسائل الإعلامية الأخرى إعراض المجرم من الفضيحة؟ وهل يمكن أن يفهم من هذه الانتقائية إلا الخوف من كشف المستور، والحذر من فضائح مدفونة تحت أقدام أبطالها.
سمو رئيس الوزراء أكد في أكثر من مناسبة مرارا وتكرارا على ضرورة أن يتفهم المسئولون في الدولة دور الصحافة، وأن يتعاونوا معها لما لها من أثر كبير على الرأي العام، ولما لها من دور في تطوير "الأداء" إلا أن هذه الرسالة يبدو أنها لم تصل إلى بعض مسئولي وزارة الشئون الإسلامية الجدد الذين يصرون كل الإصرار على التعامل مع الصحافة مثل التعامل مع "طرار" يستجدي التصريحات الصحافية عبثا! لذلك يبيحون لأنفسهم أن ينتقوا الجهة الإعلامية التي يمكن التفاوض معها في "ستر القبيح" ولا يتحوجوا من إلغاء موعد تم تحديده قبل عشرة أيام مع الصحافة، حتى لو كان هذا الإلغاء قبيل الموعد بساعات أو بيوم واحد في أحسن الأحوال ومن دون تحديد موعد آخر ! فهل مثل هؤلاء يتفهمون دور الصحافة الذي أكده سمو رئيس الوزراء في المحافل التي كانوا حاضرين فيها ؟ هذا ما أتمنى من وزارة الشئون الإسلامية أن تجيب عليه
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1087 - السبت 27 أغسطس 2005م الموافق 22 رجب 1426هـ