أكد الرئيس الإيراني الجديد محمود أحمدي نجاد الأربعاء الماضي تواضعه وأمر بنقل السجاد من مكتبه إلى المتحف الوطني للسجاد الفارسي الفاخر.

ولإثبات أن تقشفه لا يقتصر على مظهره الخارجي، أمر الرئيس الإيراني الجديد بإزالة جميع دلائل الثراء من مكتبه. وسيتم نقل قطع السجاد التي يزيد عمرها عن مئة عام إلى المتحف الوطني للسجاد في طهران ليستفيد منها الجميع. وسيحتفظ المقر الرئاسي ببعض السجاد للزوار.

وكان تقشف أحمدي نجاد المعلن أسهم إلى حد كبير في فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 24 يونيو/ حزيران الماضي وانتشار شعبيته في صفوف الطبقات الفقيرة.

وقدم الرئيس الإيراني نفسه على أنه "عامل تنظيف الشوارع الإيرانية". كما أنه لم يعد يستقبل ضيوفه في القصور الفخمة شمال العاصمة كما كان يفعل أسلافه، لكن في المقار الرئاسية القديمة وسط طهران.

كل من يتولى أمور دولة يفترض به أن يكون، كما هو قمة الهرم في الرئاسة، أن يكون الإنسان الأكثر محاولة في أن يكون النموذج الإيجابي لكل مواطن في بلده، وبالتالي مثال يحتذى في العالم.

الخطوة التي اتخذها أحمدي نجاد الذي فاز بالرئاسة في إيران لانتشار شعبيته بين الفقراء جميلة جدا وجدية وتدل على قوة الرجل. وما موقفه المواجه لسياسات الغرب التي تسعى إلى إخضاع إيران إلا دليل واضح على قوة داخلية ومقدرة على السيطرة على الرغبات الشخصية.

وبالتأكيد في عالمنا كثيرون ممن يحتاجون إلى أن يتعلموا من الرئيس الإيراني الجديد وغيره من الأمثلة الناصعة على مر التاريخ، لأن هناك آلاف الرؤساء الذين تموت شعوبهم من قسوة العيش ولا يعلمون حتى بوجودهم ناهيك عن علمهم بأحوالهم