وعرض ديفيد بروكس في "نيويورك تايمز" موقف سفير الولايات المتحدة السابق في كرواتيا بيتر غالبرايت من مسودة الدستور. فهذا الأخير عبر عن تأييده للدستور لجهة تقسيمه العراق إلى فيدراليات. لأن هذا يعكس واقع البلاد من حيث افتقادها إلى الهوية العراقية الحقيقية. ففي الشمال يعيش الأكراد أصحاب الميول الغربية وفي الجنوب غالبية شيعية تريد إقامة دولة على الطراز الإيراني، أما في الوسط فهناك سنة يشعرون بأنهم عالقون داخل نظام سيجدون أنفسهم خاضعين لسواهم.

وعكست الانتخابات الأخيرة هذه الحقائق، فالأكراد صوتوا للزعماء المؤيدين لحكم ذاتي في كردستان والشيعة صوتوا للأحزاب الدينية في حين امتنع السنة عن التصويت. ويستغرب كيف أن منتقدي واشنطن يعتبرون أن الدستور الجديد يقسم العراق، فهو يرى أن البلاد منقسمة أصلا وأن أي دستور يجمع الطوائف العراقية في بوتقة واحدة من شأنه أن يؤدي إلى حرب أهلية. لأن "من ابتدع العراق ليس الله بل ونستون تشرتشل" يقول غالبرايت، في إشارة منه، إلى أن الانتداب البريطاني هو الذي اختار تقسيم العالم العربي إلى دول من بينها العراق