العدد 1084 - الأربعاء 24 أغسطس 2005م الموافق 19 رجب 1426هـ

زمن أبطال الطوائف...!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

إذا كان البعض يتحدث عن "مخططات صهيونية" وأخرى "صفوية" من على المنابر المختلفة ومنها منبر الجمعة، فلماذا الخوف والتردد حين ملاقاة الآخر وعدم مصارحته بل وممارسة "التقية" التي يعاب بها على الآخرين! نعم قد يحتمل الناس أن تقول عنهم ما ليس فيهم، بل وما فيهم أيضا في بعض الأمور، أما أن تكذب وتداري ما في نفسك لحاجة "نشر" أنت تعلمها فذلك يعتبر نفاقا وليس شيئا آخر. البعض إذا حضر مجلسا سنيا "أي تابعا لأهل السنة والجماعة" تحدث بما يدغدغ المشاعر "عن معاناة العروبة، وهو أكثر من يهاجمها من على المنابر وفي الكتابات الصحافية" وإذا خاطبه أحد الصحافيين، المحسوبين على غير طائفته، فإنه يتحدث ويظهر عكس ما يبطن ويقول عن نفسه إن له الكثير من خطب الجمعة يدعو فيها إلى الوحدة الوطنية! فتلك مصيبة وازدواج في الشخصية وترويج لبضاعة كاسدة اسمها "الطائفية"!

البعض الآخر، يظهر حماسة منقطعة النظير في الدفاع عن الدين والطائفة وكأنه على وشك أن يستل سيفه... ولكن في وجه من هذا السيف يسل؟ وآخر بعد أن لفظته التجمعات السياسية لطيشه وتخرصاته وخوفا على أبنائها من "الاسطوانات الغازية" التي توعد بالعودة إليها! أخذ اليوم يتخدد ويتودد بطائفية قميئة مجموعة من البشر مدعيا أنه يمثل الطائفة ويحمي شرفها وينافح عن أخلاقها! ويحز في النفس أن هناك من يستمع إليه... فلا أبقاها الله من سياسة إن كانت تعدم الأخلاق فيها وتشرى وتباع في سوقها المبادئ والقيم.

يقول أحد المشايخ: قبل عدة سنوات قامت جمعيات إسلامية معينة بوضع لوحات دينية في شوارع البحرين، وبمجرد أن جئنا بعد ذلك ونصبنا لوحات أخرى، لم يكن مكتوبا فيها أي شيء لا يتفق عليه المسلمون، حدث استنفار بسبب اللوحات التي نصبناها، ولما لم تكن ممكنا لهم إزالة لوحاتنا فقط أزالوا جميع اللوحات الدينية من الشوارع. "انتهى كلامه". ويستدل على ذلك العمل بأنه طائفي! ألا يعلم الشيخ والقريبون من مكتبه "من المؤمنين" أن تلك العبارات المعلقة كانت تبعا لشركة تجارية ولديها "ترخيص رسمي" بوضع اللوحات على بعض الأعمدة مع تعهد بالقيام بصيانتها وألا يوضع شعار الشركة على تلك اللوحات؟

إن ما قامت به الجهات المعنية من نزع اللوحات جميعها منعا للحوادث والمناوشات الطائفية التي غزت حتى أعمدة الإنارة والموجودات الجمادية الأخرى، إذ يتم الاعتداء على حرمة الطريق والتوسع في وضع لافتات لا تمت للتعايش السلمي بصلة! كلها أمور تصب في الصالح العام والسلام الأهلي.

الأبطال الطائفيون "من الجانبين" لا يصنعون وطنا يتسع للجميع، الطائفي يتناسى وطنه الأم ويتماهى في التعبير عن أحلام "اليقظة" في وطن الطائفة، ويتمادى في تخريب الوعي الوطني ووسم الوطنيين بكل الأوصاف الدنيئة والتسقيطات غير الأخلاقية.

عطني إذنك...

حملة المباخر و"الطبالة" الراقصون على أوتار الطائفية لن يحصدوا إلا ما يستحقون من فتات أسيادهم ومن أموال الناس "الغلابة"... عجبي أهؤلاء يبنون الوطن ويتوقون إلى دولة المواطنة والقانون والمؤسسات؟! هل من مرغ أنفه ودس شاربه في التراب واستف على أبواب السلاطين والحكام هو من سيعيد الحقوق المسلوبة ويعمل على إعادة توزيع الثروة وسيادة مبدأ العدالة الاجتماعية؟ أهؤلاء يستحقون أن يحترموا وهم لا يحترمون تاريخ الغيارى من أبناء الوطن من أمثال: عبدالرحمن الباكر والعليوات والشملان وفخرو وبن موسى؟ هؤلاء الخمسة هم الشموع التي أضاءت سماء البحرين... بحرين العزة والكرامة والاستقلال والعروبة وصوت الشعب الأبي ذي الروح الوطنية... مع الأسف يعيب علينا أبطال الطوائف أننا نتغنى بتاريخ هؤلاء الرجال... فتعسا لهذا الزمن الرديء... زمن أبطال الطوائف

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1084 - الأربعاء 24 أغسطس 2005م الموافق 19 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً