تشير نتائج الناتج المحلي الإجمالي للعام 2004 إلى تسجيل ارتفاع ملحوظ في مساهمة قطاع المواصلات والاتصالات. تحديدا بلغت مساهمة القطاع 8,91 في المئة في العام 2004 مقارنة بـ 8,35 في المئة في العام .2003 وعليه تم تسجيل نسبة نمو قدرها 12,5 في المئة. تعتبر نسبة النمو هذه الأفضل منذ العام 2001 عندما تم تسجيل زيادة قدرها 12,7 في المئة.
حل قطاع المواصلات والاتصالات في المرتبة السابعة من حيث الأهمية في الناتج المحلي الإجمالي للعام 2004 بعد كل من الخدمات المالية، القطاع العام، النفط، الصناعة، التجارة، وأخيرا الأنشطة العقارية وخدمات الأعمال.
يشمل قطاع المواصلات والاتصالات على الكثير من الأنشطة وهي: الاتصالات، النقل الجوي، النقل البري، النقل الحكومي والنقل البحري. لكن كما هو واضح من الجداول المرفقة لهذا المقال فإن نشاط الاتصالات يستحوذ على نصيب الأسد من القطاع بأكمله. بلغت قيمة نشاط الاتصالات نحو 154 مليون دينار بالأسعار الجارية أي 51 في المئة من القيمة الكلية للقطاع.
تطورات إيجابية
يتميز قطاع المواصلات والاتصالات بتألقه، إذ خضع للكثير من التطورات في السنوات القليلة الماضية. وبدا هذا واضحا بعد أن قررت السلطات فتح جميع أنشطة صناعة الاتصالات أمام المنافسة. فرأينا دخول شركة "ام تي سي" من دولة الكويت بالتعاون الفني مع شركة "فودافون" البريطانية. يمكن الادعاء أن دخول شركة "ام تي سي" للمنافسة في سوق الهاتف النقال أو الجوال شكل إضافة تستحق عليها كل التقدير. فالمنافسة ساهمت في تعزيز انتشار خدمة الهاتف النقال كما تظهره الاحصاءات. بلغ عدد مشتركي الهاتف النقال ،607546 وذلك في الربع الثالث من العام 2004 مقارنة بـ 453558 في نهاية العام 2003 أي مع دخول "ام تي سي" حلبة المنافسة بترخيص يمتد لـ 15 سنة. وبحسب احصاءات اتحاد الاتصالات الدولي تبلغ نسبة توغل خدمة الهاتف النقال أكثر من 60 في المئة في مملكة البحرين أي في المرتبة الثانية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بعد دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما كان متوقعا فقد أدى دخول "ام تي سي" لسوق الهاتف النقال إلى تعزيز "بتلكو" لمستوى الخدمات التي تقدمها لزبائنها بدليل انتشار فروع للشركة على طول وعرض البلاد. وأثبتت التجربة أن شركة "بتلكو" أهل للمنافسة وعليه تستحق كل التقدير. قبل عدة سنوات ذكر مسئول في الشركة أن قرار احتكار تقديم خدمات الاتصالات في البحرين كان مفروضا على "بتلكو" وليس خيارها.
حقيقة القول أن المنافسة تنفع ولا تضر لأنها تؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين مستويات الخدمات المقدمة فضلا عن الأسعار، الأمر الذي ينصب في مصلحة المستهلكين والشركات المنافسة على حد سواء. ولتعزيز ادعائنا لا بأس بالإشارة لأرباح شركة "بتلكو". فلقد فاق صافي ربح شركة "بتلكو" عن 43 مليون دينار، وذلك في النصف الأول من العام 2005 "لا توفر شركة ام تي سي نتائجها المالية بخصوص فرع البحرين".
الخصخصة
كما شهد هذا القطاع خصخصة بعض الخدمات وخصوصا وسائل النقل العام. فرأينا دخول شركة "كارس" وقيامها بتوفير خدمة النقال العام. اقل ما يمكن قوله أن قرار الخصخصة كان صائبا بدليل تحسن مستوى الخدمات المقدمة للركاب من حيث نوعية السيارات المستخدمة والالتزام بالوقت وعدم المبالغة في رفع الأسعار. ويدور حديث عن احتمال خصخصة البريد لكن لا يبدو أن الحاجة ماسة لذلك بالنظر لمستوى الخدمات المقدمة للزبائن ووجود منافسة في خدمة البريد السريع. كما من المتوقع قريبا إرساء عقد تشغيل مينائي سلمان وخليفة "قيد الإنشاء" لشركة عالمية لمدة 25 سنة.
مقال يوم الاثنين يناقش دور قطاع البناء والتشييد في الاقتصاد البحريني
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1084 - الأربعاء 24 أغسطس 2005م الموافق 19 رجب 1426هـ