منذ فترة ليست بقليلة وإدارة المرور والترخيص تتبع سياسة خاطئة في التعامل مع زبائنها "نحن السواق"، فتراها تتعامل معنا بطريقة لا تخلو البتة من مصطلح الغرامة والمخالفة والعقاب والمطاردة! فإدارة المرور تعاني من مشكلات مرورية كثيرة، الجزء الكبير منها يوصف بالموسمية التي تزداد حدتها في فصل الصيف، وخبراؤهم يعرفون أسباب ومسببات هذه الحوادث. .. وهي باختصار لا تتعدى شبابا طائشا مراهقا يسوق من غير رخصة أو يحمل أحيانا رخص القيادة ولكنه الإهمال الذي يقوده إلى سرقة سيارة أبيه أو أمه... والكثير من الحالات التي تعتبر شواذ عن القاعدة والتي لا تستدعي معاقبة الكل بسبب الجزء!
علما بأن الكثير من المخالفين الذين تضبطهم دوريات الشرطة يتم إلغاء مخالفاتهم في الحال على رغم خطورتها مثل السرعة وغيرها!
ونحن لا نتكلم عن مخالفات مرورية طبيعية مثل كسر إشارة حمراء هناك... أو وقوف خاطئ هنا في الشارع أو حتى سرعة طائشة على الشارع العام... ولكننا نتكلم عن طريقة تعامل إدارة المرور مع السواق، فتراهم للحد من الحوادث المرورية وخصوصا الآن يتجهون إلى شن حملات المخالفات على أي شيء وكل شيء... مسببين بذلك إرباكا في السير وتأخيرا للمواطنين على الشارع بسبب غلقهم لشارع رئيسي مثل خليفة الكبير، حتى تخال وكأن هناك حادثا مروريا كبيرا يستدعي هذا الكم الهائل من سيارات المرور بمختلف أشكالها وعدد رجال المرور المترجلين هناك.
فسبب عدم حل هذه المعضلات المرورية التي تعاني منها إدارة المرور طوال الأعوام السابقة هو الطرق الخاطئة التي تتعامل بها من تجنيد جميع رجال المرور بدفاترهم وأقلامهم في الأزقة والطرقات... وكأن هناك دينا للمرور من المواطن يجب عليه دفعه!
أضف إلى ذلك بأن هذه الطريقة في التعامل مع السائق هي معاملة بائسة تؤدي إلى فقدان الثقة بين الطرفين لتصل إلى علاقة جلاد وحرامي بدلا من أن تكون علاقة سائق ومنظم سير!
فمن خلال مروري أمس بمنطقة المنامة بجانب إدارة الهجرة والجوازات رأيت أسطولا من السيارات التي علقت نياشين المخالفات على أبوابها معلنة مرور رجل المرور من هنا... وكذلك المشهد تكرر عندما مررت بالشارع المؤدي إلى سوق المنامة لأرى سيارات وليست سيارة واحدة لرجال المرور يحررون المخالفات وكأنهم في انتقام من السواق، فلا خلاف أن هناك من يقف بشكل خاطئ... ولكن لنرى ظروفه فهل هو مستهتر إلى هذا الحد أم لا؟... وهل وقوفه سبب عرقلة السير أم أن ذنبه هو انتهاء العداد؟!
هناك عدة أشياء يجب على رجال المرور من أعلى المستويات الالتفات إليها... وهي العلاقة التي يجب أن تكون بين الطرفين... وعدم تطبيق المبدأ العسكري في التعامل مع السواق في تطبيق المقولة المشهورة "الخير يخص والشر يعم"؟!
إضاءة
جميلة هي البرامج الحوارية المباشرة ذات الموضوعات الوطنية الحساسة التي تناقش هموم المواطن والتي بدأت إذاعة البحرين متأخرة "جدا" بتقديمها في الفترة الأخيرة... ولكن الأجمل لو أنها خرجت عن تبنيها لفكرة واحدة فقط إلى درجة تخوينها الفكرة الأخرى... وإلا "ويش رايكم"؟
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1083 - الثلثاء 23 أغسطس 2005م الموافق 18 رجب 1426هـ