العدد 1082 - الإثنين 22 أغسطس 2005م الموافق 17 رجب 1426هـ

هل سيرى الدستور العراقي النور؟

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

ظلت الولايات المتحدة تنفي دوما عدم تدخلها في العملية السياسية العراقية لكن تأكد أخيرا أنها تنازلت عن اعتراضها لأي دور للإسلام كمصدر أساسي للتشريع في مسودة الدستور الجديد. وتأكد أيضا الأسبوع الماضي أن واشنطن قدمت مشروع دستور مقترح للقادة العراقيين من أجل أن يتبنوه وبالتالي يوفون بالموعد الفاشل لكتابة الدستور 15 أغسطس/ آب الجاري.

كل هذا يدل على الحرص الأميركي على إيجاد مخرج من دوامة العنف التي وصلت إلى مستويات لا تطاق. لكن يبدو أن العقبة الحقيقية للدستور تتمثل في معارضة الأقلية الكردية للإسلام كمصدر أساسي للتشريع. فقد أخذت هذه العرقية تتهكم على التنازل الأميركي عن رفض دور الإسلام في المسودة، وكأن الأمر ليس نزولا لرغبة الغالبية في العراق.

وقال قيادي كردي "فهمنا أن الأميركيين أخذوا جانب الشيعة. هذه صدمة لنا وأمر لا يتفق مع القيم الأميركية. فقدوا"أي الأميركيين" دماء وانفقوا أموالا كثيرة هنا لينتهي الأمر بمساندة دولة إسلامية؟!". وهكذا كلما انحلت عقدة من عقد الدستور الكثيرة قام الأكراد بإعادتها إلى وضعها الأول.

الأمر الآخر الذي يعترض مسار الدستور هو التهديدات التي يتلقاها العراقيون الذين اثروا لم الشمل ودعوا إلى المشاركة في الاستفتاء على الدستور. فقد أفتى ممثل هيئة علماء المسلمين في الخارج محمد عياش الكبيسي بضرورة المشاركة في العملية السياسية، بينما دعت ست جماعات عراقية مسلحة العراقيين إلى وجوب تسجيل أسمائهم للتصويت في الاستفتاء بـ "لا" وإفشال المشروع الأميركي في العراق. واعتبرت هذه الفصائل المشاركة السالبة نوعا من الجهاد والواجبات الشرعية!

إن تنفيذ مثل هذه الرؤية يعني إلغاء الدستور الحالي برمته بعد أن استغرق وقتا وجهدا ما يعني البحث عن دستور آخر وهو توجه متشدد يؤخر ترسيخ العملية السياسية. فإذا لم تبد أية جهة من الأطراف المتنازعة أية مرونة متى يكتمل البنيان السياسي العراقي؟ يجب ألا يربط العراقيون عملية التدرج الديمقراطي بأي إفشال لمخططات أميركية، لان الإدارة الأميركية تريد أصلا الهروب العام المقبل من العراق سواء حققت نصرا أم لم تحقق.

فنحن نسمع في كل أسبوع خطابا للرئيس الأميركي جورج بوش يحاول فيه طمأنة المعارضين للوجود الأميركي في العراق. ومن هنا ندعو الإخوة العراقيين بأن يدعوا الدستور الجديد يرى النور اليوم قبل الغد وألا يعترضوا طريقه في الاستفتاء عليه في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل لأن فيه المخرج مما هم فيه من مشكلات

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1082 - الإثنين 22 أغسطس 2005م الموافق 17 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً