كم هو غريب تصريح وزارة الكهرباء أمس، فإلزام أصحاب المنازل بالصيانة الدورية أثار حفيظة الكثير من المواطنين.

والتساؤل المطروح حاليا هو؛ إذا كانت وزارة الكهرباء والماء تحمل المواطن في فصل الصيف أحمالا مضاعفة حين ترده فاتورة الكهرباء، حتى أن بعض موظفيها تخلوا عن الكشف عن الأمتار واكتفوا بالتقدير ما زاد الطين بلة وزاد من الحمولة، فلماذا تقترح الآن وفي هذا الوقت الصيانة الدورية الإلزامية، فهل هذا ما كان ينقص الناس؟

ونحن نقول؛ إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع، فهل يعقل أن نطلب من الناس صيانة الكهرباء إجبارا؟

وماذا عن الأضرار التي لحقت وتلحق بالناس جراء انقطاع الكهرباء؟

وهل أن الانقطاع هو دائما بسبب أدوات المنزل، أم أنه بسبب كابل غير صالح أحيانا، وانتهت صلاحيته أحيانا أخرى؟ أين يكمن الخلل بالضبط؟

نحن لا نعفي الناس من المسئولية لأنهم يتحملون بالفعل جزءا من الخلل، ولكن لا ننسى أن الوزارة مسئولة بالدرجة الأولى عن توعية الناس وإفهامهم بإيجابيات وسلبيات استخدام بعض الأجهزة، ونوعية ``الأمتار`` التي من المفترض أن تركب في هذا المنزل وذاك.

القضية ليست قضية صيانة أجهزة منزل، وليست قضية صيانة أجهزة مؤسسات وشركات، القضية أكبر من هذا بكثير، وبكل بساطة، نحن بحاجة إلى جهة مركزية متخصصة تضم مختلف الجهات المختصة لتقف على وضع الكهرباء في المملكة وتضع خططها لتفادي الأزمات، والأهم من ذلك تضع في اعتبارها استخدام الأجهزة والأدوات الفاعلة والمضمونة