في جلسة جمعتني بأحد المشرفين الإداريين لإحدى الشركات، دار النقاش مصادفة حول سياسة بعض الشركات في الإبقاء على مديريها على رغم علمها باختلاسهم أموالا من الشركة نفسها، ليس لأن الشركة لا يمكنها الاستغناء عن هؤلاء المختلسين لخبراتهم التي لا يمكن أن تجد البديل لهم، وإنما لخوفها من أن يكون البديل أكثر طمعا فيختلس مبالغ أكبر من سابقيه، وكأنها تتبع سياسة المثل الشعبي "خلك على مجنونك لا يجيك إللي أجن منه"! هذا الحديث أحالني إلى التأمل في أوضاعنا المحلية التي نأمل في تحسنها إلى الأفضل مع كل تغيير وزاري أو نيابي. .. فبمجرد إحساسنا بتردي وضعنا في زمن وزير ما نبتهل إلى الله برفعه من منصبه وتنصيب آخر غيره عله يحقق لنا ولو جزءا مما نتمناه، ولكنا للأسف غالبا ما نفاجأ بثبات الحال على ما هو عليه إن لم يتدن مراتب ليطفح بنا الكيل ونتحسر على ما فات ونتمنى أن الذي جرى ما جرى ولم يأتنا الزمن بوزير أردأ!
عموما، يطير هذا أو يحط ذاك، فإن الحصيلة التي نخرج بها من ورائهم ليست أكثر من شعارات رنانة متشابهة شكلا ومضمونا!
نبقى نأمل ونأمل، والابتهال جل ما يمكننا فعله... ولكنا إن التفتنا فعلا إلى ما ذكرت، وبمقارنة حالنا بين زمن كل وزير ووزير، أظن أن ابتهالنا يجب ألا يخرج عن "خلك على مجنونك لا يجيك إللي أجن منه"، وخصوصا أننا مقبلون على تغيير آخر! وهذه ليست دعوة لتثبيت أناس لم نخرج من ورائهم إلا بأصول حوار الأيدي والتلاسن في مقاعدهم لدورة أخرى، ولكننا نخشى أن يهطل علينا آخرون، الله العالم بما سيفعلونه بنا
العدد 1082 - الإثنين 22 أغسطس 2005م الموافق 17 رجب 1426هـ