العدد 2420 - الثلثاء 21 أبريل 2009م الموافق 25 ربيع الثاني 1430هـ

هل لـ«الكاروكة» مكان بيننا؟

فرح العوض farah.alawad [at] alwasatnews.com

أثناء تجولي في أروقة معرض البحرين الدولي السادس للحدائق، الذي أقيم بالتعاون مع شركة «رفاع فيوز»، والذي اختتم أعماله يوم الأحد الماضي وصلت إلى أحد الموقعين اللذين صممتهما الشركة، والذي يصوّر عددا من الحرف والصناعات البحرينية القديمة.

وأثناء جولتي التقيت بإحدى الزائرات للمعرض، الطبيبة حياة المحروس، فواصلنا المسير في ذلك الموقع الذي صوّر لنا حرف النسيج، والخضّار، وصانع السلال وغير ذلك من الصناعات البحرينية القديمة، إلى أن وصلنا إلى مصنوعات جريد النخل، الذي وقفنا ننظر إلى الأعمال المعروضة فيه لفترة، فوجدناه صمم أقفاصا للعصافير وعددا من الطاولات والكراسي والأواني التي تستخدم لوضع الحاجات فيها، إلا أنني افتقدت إحدى المصنوعات القديمة التي تصنع من الخوص أو من جذوع الأشجار أو أحيانا من الجريد، كما افتقدتها المحروس أيضا وهي «الكاروكة».

وعلى الرغم من معرفتنا أن هذا الاسم غير متداول في هذا الزمن، أو على الأقل غير متداول بين الأجيال الجديدة، إلا أنني والمحروس تعمدنا أن نقوله لأننا كنا نتمشى في حي شعبي قديم... التفتنا يمينا ويسارا أثناء وقوفنا وتدقيقنا في المصنوعات، فوجدنا عددا من «الكاروكات» في الجهة المقابلة لمحل مصنوعات الجريد.

قد يتساءل البعض عن معنى «الكاروكة»، لأنه بالتأكيد يوجد فئة بحرينية أصيلة لا تعرف معنى الكاروكة بسبب الثقافات الدخيلة عليها وتعدد اللغات التي أصبحت أهم من اللغة العربية في نظرها ونظر الآباء، الذين أصبحوا هم الآخرون يفضلون تعليم أبناءهم اللغات الأخرى على اللغة العربية، بحجة أن اللغة العربية هي اللغة الأم ولن تتضرر!

أما عن «الكاروكة» لمن لا يعرفها فهي اسم شعبي تداوله الناس قديما باللغة العامية، وهي المهد المعد للأطفال حديثي الولادة، وربما لا يزال البعض يتداولونه الآن، الذين أعتقد أن أكثرهم من فئة كبار السن.

ما ميز جميع المعروضات في ذلك الركن الشعبي بما فيها «الكاروكة» قوتها وصلابتها وجمالها (غير المصطنع)، وذلك يشير إلى أن الصناعات القديمة من شأنها أن تنافس كل حديث، وهو أمر يعني أنه لا يجب أن تكون تراثا فقط يعرض في المعارض والمناسبات والأعياد، أو المهرجانات التي تنظمها بعض الجهات كوزارة الثقافة والإعلام، بل نريد لهذه الصناعات أن تبقى وتستمر استمرارا يجعل منها مهنة حقيقية كغيرها من المهن، ولكن كيف لها أن تستمر والشباب في عزوف عنها بينما يمارسها الآن بعض الأجانب؟ وكيف للأجنبي -ومصانع الفخار خير شاهد على ذلك- أن يبدع في أمر لا يمثل تراثه أو تاريخه؟

ما نريده من أي جهة رسمية معنية بهذا الجانب، زيادة الاهتمام بالتراث البحريني من خلال جعله صناعة حقيقية، نصدر منها إلى الخارج بدلا من استيراد «أشباهها»، سريعة التلف من الخارج، عن طريق تقديم الرواتب المحفزة التي تشجع على الانضمام إلى مهنة الآباء والأجداد، فهل من مانع في ذلك؟ أم أن التاريخ لا يستحق المحافظة عليه وتطويره؟

إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"

العدد 2420 - الثلثاء 21 أبريل 2009م الموافق 25 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً