العدد 2420 - الثلثاء 21 أبريل 2009م الموافق 25 ربيع الثاني 1430هـ

توفير المعرفة للجميع... رقميا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ذكر خبر تناقلته وكالات الأنباء أمس أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) أطلقت «المكتبة الرقمية العالمية» على شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) بسبع لغات منها العربية. وذكرت المنظمة في بيان أن إطلاق المكتبة بالتعاون مع 32 مؤسسة شريكة يأتي لتوفير مواد ثقافية فريدة من دور كتب ودور محفوظات في مختلف أنحاء العالم حيث يشتمل الموقع على مخطوطات وخرائط وكتب نادرة وأفلام ومسجلات صوتية ومطبوعات وصور وسيكون النفاذ إلى المواد المذكورة متيسرا للجمهور من دون قيد ومجانا. وأوضحت اليونيسكو أن من مهامها تعزيز التداول الحر للمعلومات بشتى الأشكال في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال وأنها تدعم المبادرات الرامية إلى تحسين وزيادة محتوى ما ينشر عبر الانترنت.

وفي البحرين كان مسئولو مكتبة الشيخ عيسى الوطنية قد تحدثوا في تصريحات صحافية في وقت سابق عن «إن إدارة المكتبة تعمل حاليا على إبراز ملامح المكتبة الالكترونية، من حيث الشكل والمضمون لتكون أول مكتبة الكترونية متطورة في المملكة، فضلا عن مكتبة الطفل التي تم تجهيزها بمصادر المعرفة المختلفة متمثلة في الكتب الورقية والالكترونية والألعاب التربوية لتكون المكتبة الوطنية بذلك قد خطت خطوات واسعة لتأخذ مكانة عالية ومرموقة في سماء البحرين الثقافية».

وأعتقد أن على مسئولي المكتبة الوطنية أن ينظروا إلى ما قامت به اليونيسكو، وأن يباشروا الأمر ذاته من خلال تدشين مكتبة رقمية مجانية يمكن الدخول إليها عبر شبكة الانترنت؛ لأن ذلك سيكون خير وسيلة لإيصال المعرفة إلى أكبر عدد من الناس. فالانترنت اليوم توفر إمكانات استراتيجية لكل بلد، ولابد من وضع خطة بديلة عن التوجه الحالي الذي يبدو أنه يتعامل مع الانترنت وكأنه عدو يجب حجبه وتقطيع أوصاله.

إن الدولة يمكنها أن تتوجه للانترنت بشكل أفضل، بحيث تستفيد من توجه البحرينيين لاستخدامه بشكل مكثف عبر فتح موسوعات المعرفة وتشجيع الوصول إليها، وهذا سيكون أفضل بكثير من توجه بعض الجهات المحسوبة على دوائر رسمية لإنشاء مواقع الكترونية مملوءة بمحتويات دون مستوى ضوابط الحوار والتنمية الثقافية المطلوبة أو الروح الوطنية المسئولة.

والنقطة الأخرى هي أن فتح قنوات الثقافة الرقمية على أوسع نطاق سيساهم في انطلاق قطاع ثقافي منتج اقتصاديا، ونجد حاليا أن بلدا مثل كوريا الجنوبية يعتبر الثقافة أحد القطاعات الاقتصادية المنتجة والمربحة. ولأن كل قطاع يحتاج إلى بنية تحتية وإلى تسهيلات وإلى مصادر، فإن أفضل ما يمكن أن توفره الدولة إلى المجتمع هو تسهيل الوصول إلى كل مصادر المعرفة مجانا وللجميع... والتكنولوجيا الرقمية خير معين في هذا الأمر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2420 - الثلثاء 21 أبريل 2009م الموافق 25 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً