العدد 1076 - الثلثاء 16 أغسطس 2005م الموافق 11 رجب 1426هـ

"خلنا على بالك"... خطوة إلى الأمام... وخطوتان إلى الخلف!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

هناك عرف سائد. .. بل هي معلومة لطالما كنت أكذبها أو أنني أحاول جاهدا ألا أقتنع بها على رغم الأدلة التي تثبت فقدان إذاعة البحرين للحيادية في الطرح إلى حد كبير وتبنيها وجهة النظر الرسمية البحتة، حتى وإن كان الموضوع المطروح للنقاش ذا تفاصيل وشجون من حق المستمع أن يستمع إلى وجهة النظر المخالفة على الأقل.

وهذا ما لمسته فعلا وبشكل واضح عندما أحببت أن أثري النقاش في بعض الموضوعات التي تطرح في البرنامج المسائي "خلنا على بالك"... إلا أن محاولاتي باءت بالفشل وقطعت الشك باليقين من الأعراف السائدة عن إذاعتنا الوطنية التي وصفها الزميل محمد العثمان في عموده المنشور بتاريخ 15 أغسطس/ آب الجاري في صحيفة "الوسط" بـ "برنامج الاتجاه الواحد"! ففي رأيي هذا هو أحد الأسباب المؤدية إلى عزوف المواطنين عن المشاركة في البرامج التي تطرحها وزارة الإعلام في جميع محطاتها المسموعة والمرئية وهذا هو سبب عدم تفاعل الجمهور معها، وعلى رغم أني كنت من معارضي عدم المشاركة والتفاعل مع هذه البرامج فإنني ومن اليوم انضممت إلى قافلة المقاطعين للمشاركة في أي برنامج إذاعي مهما حرك في من استفزاز للمشاركة... فما استنتجته هو أن إذاعتنا تفتقد إلى المذيعين الحرفيين بمعنى الكلمة... "وحديثي هنا عن برنامج خلنا على بالك خصوصا"... كون المشارك يظل مستمعا حتى وهو على الخط لأن البرنامج يحوي ثلاثة مذيعين يتناقشون في الموضوع ويفندون ما يريدون ويعارضون وجهة النظر التي لا تعجبهم لتكون الغلبة لهم لكثر حديثهم وتفصيل تبريرهم بالإضافة إلى كون الكونترول عندهم! في حين أن المذيع يجب ألا يضع يده على الميزان ليظل محايدا ولا يتبنى أي رأي أو وجهة نظر ويعطي المستمع وقتا محددا ليتكلم فيه ويطرح وجهة نظره وإن أساء استخدام هذه الميزة - كما هم يخافون - فهناك طرق مهذبة متبعة في جميع الإذاعات من قطع المكالمة والتوضيح للمستمع بأن هذا المشارك خرق قانون الحوار في البرنامج، لا أن يقاطع المشارك وتنهى مكالمته في الحال عن طريق ثلاثة مذيعين يقفون له بالمرصاد وكأنهم شرطة على بوابة!

وهذه ليست بملاحظة شخصية عن البرنامج كون مساهماتي وعددها اثنتان فقط أصابهما شيء من اللجم لطرحي وجهة نظر مخالفة للوجهة الرسمية ولاسيما أن المشاركة الثانية كانت عن الصحافة وهي جزء من عملنا اليومي وكان من الواجب علي أن أوضح للمستمع ما لا يعرفه عن العمل الصحافي... بل هي ملاحظة عامة لجمهور المتابعين للبرنامج... وهي إحدى السلبيات التي يجب أن يتلافاها معد البرنامج الأخ وليد الذوادي... ففي نقاش سابق معه كان يشرح لي إنجازات البرامج الإذاعية التي تقدمها إذاعة البحرين من أمثال "صباح الخير يا بحرين" وهذا لا خلاف عليه وهو جهد مشكور... وكذلك لا خلاف على أن البرنامج هذا يعتبر من البرامج الحوارية المباشرة النادرة التي تنتجها وزارة الإعلام... ولا خلاف على أن "خلنا على بالك" هو برنامج خطوة أولى في سبيل طرح موضوعات حساسة في المجتمع البحريني... ولكن ما ينقصه هو طرح وجهة النظر الأخرى أيضا حتى لا يتصف البرنامج بالتسويقي لوجهة النظر الرسمية... فالجهاز حكومي نعم... ولكن من الانتقاص في حقه أن يصل إلى هذه الدرجة من الطرح!

سيزعل القائمون على البرنامج... وأعلم أنهم سيصفون هذا العمود بالمحبط لهم ولجهودهم... وأعلم أنهم سيذكرون المقولة التي تقول "رضا الناس غاية لا تدرك"... ولكن الأهم من هذا كله، أن يعي القائمون أو "الزعلانون" من هذا العمود أن هناك من يتابع عملهم ولا يرضى بأن يظهر شيء يمثل البحرين وهو ناقص أو دون المستوى... وليعلموا أيضا بأننا لا نسعى إلى توقيف هذه النوعية من البرامج ولكننا نسعى إلى الوصول بها إلى مستوى مشرف يتناسب وما نتحدث عنه من ديمقراطية وشفافية وإصلاحات وحرية تعبير وتعددية في الآراء ووجهات النظر يجب علينا سماعها واحترامها مهما كانت قاسية.

إضاءة

يا عشاق المصارعة الحرة... جهزوا روحكم... فدور الانعقاد الأخير للبرلمان قريب، وستكثر فيه الهوشات واللكمات بين النواب... وطبعا هذا كله علشان مصالحكم ومستقبلكم وأولادكم! فالضارب أكثر... والمهاوش بصوت أعلى دليل على أنه هو أكثر واحد يسعى إلى الدفاع عن حقوقكم... فهلموا لترشيحه مرة أخرى... وما أقول إلا "صدقت يا محمد القفاص"

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1076 - الثلثاء 16 أغسطس 2005م الموافق 11 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً