في 8 أغسطس / آب الجاري عقدت ندوة دولية في تونس عن "النساء في مجتمع المعلومات والمعرفة"، وتضمن برنامج الندوة عددا من المداخلات عن اسهامات المرأة في التطور التكنولوجي والمرأة والعلوم والتكنولوجيا من العصور القديمة إلى الحاضر ودور المرأة في تنمية اقتصاد المعرفة والمرأة العربية والعمل عن بعد وتاثير تكنولوجيات الاتصال والمعلومات على القطاع الخاص النسائي والمرأة الريفية وتنمية المعلومات والشراكة بهدف تمكين المرأة ولكن، وفي الوقت الذي ترتفع فيه الاصوات المناصرة لدور المرأة، فإن التقارير الدولية تتحدث عن ضعف دور المرأة في بلداننا العربية، خصوصا مع تخلفنا عن التنمية الاقتصادية والسياسة التي طالت معظم مناطق العالم.
وفي تقرير صادر عن الامم المتحدة في العام ،2001 وجد بان المنطقة العربية لم تشارك في إعادة الهيكلة على مستوى العالم، ولذلك فان فوائد العولمة "ان كانت هناك فوائد من الناحيتين الاقتصادية والسياسية" قد تجاوزت منطقتنا الى حد كبير. التقرير اشار الى انه "إذ تشكل الخصخصة وتحرير التجارة جزءا من جملة سياسات، فانها تتطلب كقاعدة، إحداث تغييرات في قوانين العمل وأنظمته. وتوحي الأدلة بأن للاتجاهات الحالية، انعكاسات سلبية على مشاركة المرأة العربية في القوى العاملة. وهناك اتجاه غير معلن، ولكنه ملموس، لتشجيع النساء على الانسحاب من القوى العاملة. فزيادة حدة التنافس في سوق العمل يجري حلها على حساب النساء الى حد كبير، بما في ذلك أولئك اللواتي يؤهلهن مستواهن التعليمي ومهاراتهن للمساهمة على نحو مهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة".
ان هذا يعني ان الفشل الذي تعاني منه الدول العربية اقتصاديا وسياسيا يتم نقل ثقله على المرأة اكثر من الرجل، لان التوجه يزداد نحو "تأنيث" البطالة، وابعاد المرأة عن المجالات المختلفة بحجة ان الفرص شحيحة ولا تتوافر للجميع. وهذا يفسر لماذا تمتلأ الساحة السياسية بالكثير من الشعارات عن دور المرأة ولكن على الأرض لا تترجم تلك الشعارات بصورة واضحة ومؤثرة باتجاه تمكين المرأة.
ان البحرين وهي تتجه لاحتضان مركز اقليمي لتمكين المرأة بحاجة الى ان تطرح نموذجا مختلفا يبتعد عن الافكار النمطية المطروحة. فالمرأة لم يكن لها دور قيادي في الماضي لكي تبعد الآن من دورها. فالرجل كان ومازال في الموقع القيادي في مختلف مجالات الحياة عموما، والاعتقاد بأن الفرص شحيحة وان ذلك يلزم ابعاد المرأة لكي يتمكن الرجل من القيام بدوره التقليدي انما يعيد انتاج الفشل الذي نعيشه حاليا.
لقد استطاعت المرأة ان تثبت قدراتها التعليمية، وهي تتفوق في الامتحانات النهائية للمدارس على مدى سنوات عدة، والجامعات مملوءة من النساء اللاتي يدفعن لدراسة مناهج لا تحتاجها السوق بعد تخرجهن. وهذا يعني ان القصور ليس في المرأة لكي تعاني بعد ذلك من فشل السياسات الحالية
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1075 - الإثنين 15 أغسطس 2005م الموافق 10 رجب 1426هـ