العدد 1075 - الإثنين 15 أغسطس 2005م الموافق 10 رجب 1426هـ

في محترف الحفريات... فنان النور والشمس في ضيافة أصيلة

أصيلة - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

عرفت أصيلة على الدوام بكونها مدينة الفنون التشكيلية بامتياز بفعل جدارياتها التي وصل صيتها لمختلف جهات العالم، لذلك كان من الضروري أن تحتضن في موسمها الثقافي السابع والعشرين معرضا تكرم من خلاله رسومات الرسام الإسباني بروتشي بالإضافة إلى تنظيم محترف للحفريات تصقل من خلاله مواهب عدد من الفنانين الشباب المهتمين بهذا المجال عبر دورة تدريبية مكثفة، هذا من دون إغفال معرض لتصميم المجوهرات.

فبمعرض ضم لوحات عدد من الفنانين التشكيليين المغاربة والأسبان، اختار موسم أصيلة الثقافي الدولي لهذا العام أن يكرم الفنان التشكيلي الإسباني ماريانو برتوشي، أحد الرواد الذين ساهموا في التأسيس للحركة الفنية التشكيلية في المغرب، وخصوصا في شمال المملكة الذي كان جزء كبير منه خاضعا للحماية الإسبانية بما فيه مدينة أصيلة في الفترة ما بين العام 1912 و.1956

وضم المعرض إبداعات لنخبة من تلامذة برتوشي المغاربة والأسبان، في التفاتة لا تخلو من رمزية كونها تنسجم مع موضوع إحدى الندوات الأساسية المسطرة في برنامج جامعة المعتمد بن عباد الصيفية لهذا الموسم، وهو "التراث المشترك الإسباني المغربي: مشروع للمستقبل".

ويتعلق الأمر بحوار فني بين ضفتي المتوسط، يكشف عن جانب خلفي من العلاقات المغربية الإسبانية متعددة الأبعاد، متحدثا بلغة الريشة واللون عن حميمية جوار ديناميكي مثقل بصفحات الماضي وصراعات الجغرافيا ومنذور للانخراط في المستقبل، من خلال أعمال خوسيبي نييبالا، مارتين برادوس فوينكينوس، داماسو روانو من إسبانيا، المكي مغارة، سعد بن الشفاج، أحمد العمراني ومحمد المليحي من المغرب.

وكتب الفنان محمد المليحي في تقديمه للمعرض أن إبداعات برتوشي "فنان النور والشمس" كما سماه بعض النقاد، كانت طافحة بضوء المغرب، وخصوصا منطقة الشمال التي عشقها، وخلد شخوصها المحلية وموروثها الثقافي ببيداغوجية استثنائية.

وأضاف المليحي أن خصوصية المعرض تكمن في ضمه لاتجاهات فنية مختلفة في مرجعياتها وكذا في طرائقها التعبيرية. وهو بالتالي "معرض من دون توجه أو اديولوجيا محددة سلفا، يعكس تعايش حساسيات متنوعة، يجمعها تراث مشترك للجوار والتشارك الثقافي".

يذكر أن برتوشي الغرناطي الأصل، تولى مسئولية إدارة مدرسة الفنون الجميلة بتطوان خلال فترة الثلاثينات من القرن الماضي، وتخرج على يديه جيل متألق من التشكيليين المغاربة والإسبان، وإن كانوا بحساسيات فنية مختلفة.

ويندرج المعرض الذي يتواصل إلى اختتام فعاليات موسم أصيلة الثقافي في التاسع عشر من أغسطس/ آب الجاري في إطار البرنامج الفني لموسم أصيلة الثقافي الدولي، والذي يتضمن إقامة معارض وتنظيم مشاغل للفنون التشكيلية في الحفر والجداريات ومراسم للأطفال، بالإضافة إلى عروض موسيقية واستعراضية ومسرحية.

في اتجاه آخر مرتبط بالفنون الجميلة يستفيد تلامذة المعهد الوطني المغربي للفنون الجميلة بمدينة تطوان بشمال أقصى المغرب، والمدرسة العليا للفنون الجميلة، بمدينة الدار البيضاء من دورة تدريبية في فن الحفر.

ويحضر هذه الورشات الفنية فنانون من عدد من دول العالم وهي إسبانيا، السينغال، الولايات المتحدة، اليابان وبولونيا، بالإضافة إلى البلدين العربيين السعودية والمغرب.

كما تتضمن فعاليات البرنامج الفني لموسم أصيلة الحالي تنظيم معرض لتصميمات المجوهرات للفنانة المصرية ديما رشيد، التي تنهل من التراث الفني المصري. كما أقيم في الإطار نفسه عرض للأزياء التقليدية المغربية للمصممة نبيهة الخياطي بقصر الثقافة بأصيلة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً