العدد 1074 - الأحد 14 أغسطس 2005م الموافق 09 رجب 1426هـ

"خلنا على بالك"... والرأي الآخر

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

إن حرية الرأي والتعبير هي المعول الأساس في عملية البناء والإصلاح الحاضرة التي يقودها جلالة الملك. .. وكان أن استضاف برنامج "خلنا على بالك" من إعداد وليد الذوادي الشاب، المتقد حماسا ووطنية، ومن تقديم نسرين معروف وفايز السادة، استضاف البرنامج مجموعة من المتحدثين المؤيدين للرأي القائل بتقليص وتحديد والتضييق على المسيرات والاعتصامات، وأدلوا بدلوهم في هذا الإتجاه... وذاك حق من حقوقهم والتعبير عن الرأي حق مكفول... كما وإني شخصيا أتبنى هذا الرأي ولكن من خلال إقناع الناس وحلحلة مشكلاتهم وليس من خلال عصا الطاعة الغليظة.

وعلى الأخ الذوادي بصفته معد البرنامج، أن يضيف إلى برنامجه جزءا مكملا للموضوع يشتمل على الآراء المؤيدة للمسيرات والاعتصامات، ذلك كي يكون البرنامج متوازنا في طرحه من حيث الرأي والرأي الآخر.

بعد عودتي لأرض الوطن من بعد غياب دام 38 يوما في ربوع الإسكندرية وسواحلها وفي حضن مصر العروبة والإسلام، أول ما رأته عيني في "الفريج" هو يافطة محل بمسمى: "اتجاه واحد"! فقلت في نفسي حتى أنت أيها الفقير صاحب المحل المتواضع جدا لا تقبل إلا اتجاها واحدا فقط! سبحان الله... الكل يريد اتجاها واحدا فقط لماذا؟ يبدو أن البلد "ماشيه كده، كل حاجه اتجاه واحد" لا أحد يقبل باتجاه آخر معاكس أو مختلف مع اتجاهه. وبعد أن استمعت إلى البرنامج السالف الذكر تأكدت من أن الاتجاه الواحد هو السائد في البلد وفي كل أمر... وعلى ذلك فإني أتمنى على "الذوادي" والآخرين، وذلك كي لا يوصم برنامجه ببرنامج الاتجاه الواحد، طرح مختلف وجهات النظر بشأن أي من الموضوعات المطروحة... وأتمنى من القائمين على الإذاعة استيعاب أننا نعيش في الألفية الثالثة وليس كما كان الوضع سابقا، إذ الغاية من البرامج المقدمة للجمهور- بالدرجة الأساس - تثقيف الناس وتوعيتهم بمختلف الآراء والاتجاهات وليس توجيههم ناحية أهداف محددة وكأنهم قطعان يساقون إلى الحضيرة ومن عصى فله العصا!

من ناحية أخرى، على المسئولين في الإعلام أن يعملوا على إشاعة التعددية الفكرية، وعليهم زحزحة هذا الجهاز الحساس من قبضة الرأي الواحد الصحيح دائما والذي لا ينطق عن الهوى... عملا بالمبدأ الإسلامي العظيم الذي سنه إمام دار الهجرة مالك "ر": "كل يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر".

بعد استذكار بعض من الموضوعات السابقة وتحديدا في شهر يونيو/ حزيران الماضي فقد أصدر وزير الإعلام تعميما إداريا يمنع بموجبه موظفي هيئة الإذاعة والتلفزيون من الحديث إلى وسائل الإعلام المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية في البلاد... وتأسيسا على ذاك التعميم فإن الجماعة في الإذاعة لا حول لهم ولا قوة ولا رأي لهم ولا يملكون الحرية التي هي وسيلة الإبداع في البرامج الحوارية... وكل ما عليهم فعله هو الترجمة الحرفية للاتجاه الواحد مسترشدين بمبدأ "خلنا على بالك" وإلا.

عطني إذنك...

كتبت يوم الخميس الماضي عن الفساد الأخلاقي ومن يريد التعملق وصعود سلم الطائفة من أجل منافع سياسية أو اجتماعية وحصد الأصوات من أجل استحقاقات نيابية قادمة... وإذا بالاتصالات تنهال علي من كل جانب ومعها رسائل القراء وكل يدلو بدلوه في هذا الاتجاه. البعض ذكر أسماء ما كنت أعلم من قبل بأنها تحمل "فضايح مجلجلة". المهم، هناك الكثير ممن تنطبق عليهم تلك الصفات الدنيئة، ويبدو أن النخب "عشعش" فيها الفساد الأخلاقي أكثر من غيرها! وأصبح الفساد ظاهرة متعاظمة يجب محاربته... ولكن المصيبة أن البعض مع إقراره بفساد هؤلاء إلا انه مازال يروج بوجه كالح السواد عن تنظيراتهم المخجلة... عجبي والله

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1074 - الأحد 14 أغسطس 2005م الموافق 09 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً