أكد الطالب حسين عبدالجليل الشهابي "الأول على مدارس البحرين الثانوية" استفادته الكبيرة من برنامج سمو ولي العهد لإعداد قادة المستقبل، إذ تعلم كيفية وضع الخطط والاستراتيجيات للعمل قبل البدء فيه، مشيرا إلى أنه تلقى بعض المهارات التي يحتاجها للوصول إلى مرتبة قيادية، إلى جانب بعض النظريات وتطبيقها على أرض الواقع.
جاء ذلك على هامش المؤتمر السنوي الثاني للطلبة المتميزين والذي نظمه ديوان سمو ولي العهد صباح أمس ويستمر في الفترة من 13 وحتى 18 أغسطس/ آب الجاري في فندق الدبلومات. إذ أثنى الشهابي على البرنامج معتبرا إياه فرصة كبيرة لتطوير قدرات الطلبة في مختلف الجوانب، موضحا أنه ومن خلال المجموعة التي ينتمي إليها في المشروع تمكن من التعامل مع أفراد آخرين يفكرون بطريقة مختلفة عنه، إضافة إلى اطلاعه على كيفية طرح المرء لفكرته وإيصالها بطريقة صحيحة إلى مجموعة كبيرة من الناس، وأيضا طرق تنظيم الوقت عبر إسناد مهمات محددة، عليه أن ينتهي منها في وقت معين.
أما الطالبة بمدرسة المعرفة الثانوية للبنات "تخصص تجاري" شوق الذوادي فبينت أن شخصيتها صقلت بفضل الدورات التي خضعت لها فأصبحت أكثر قوة من ذي قبل، كما استفادت من خبرة المحاضرين الذين هم في الأساس قادة في المجتمع، معتقدة أنها في حال تنفيذها ما تلقته في المحاضرات فإنها ستتمكن من بلوغ مرحلة تكون فيها قائدة مستقبلا.
فيما ألمحت زميلتها الطالبة بمدرسة النسيم الدولية فاطمة الأنصاري إلى أنها ومن خلال وجودها بين مجموعة من الطلبة متقاربة في السن، استطاعت أن تتواصل مع الآخرين لتحقيق هدف واحد وهو أن يكونوا جميعهم قادة للمستقبل في شتى القطاعات والمجالات، ذاكرة خوضها لتجارب قيادية سابقة حين كانت عضوة بمجلس الطلبة في مدرستها وكانت تقوم بإعداد برامج لنظيراتها الطالبات حازت على إثرها شهادات تقديرية في هذا المجال.
ومن جانبه، رأى الطالب بمدرسة مدينة حمد الثانوية للبنين "القسم العلمي" فيصل خليفة أحمد أن الدورة توفر مناخا وفرصة للاحتكاك برموز المجتمع، والاستفادة من خبراتهم في إطار المواقف الصعبة التي واجهوها في حياتهم، مفيدا بأنه في الغالب يتم تدريس القيادة في صورة مبادئ ونظريات، ولكن في هذه الدورة تم تفعيل القيادة عبر جعل الطلبة يحتكون مباشرة ببعض القيادات البحرينية الشابة والأخرى ذات الخبرة الطويلة، متمنيا أن يصل إلى المستوى الذي بلغ هؤلاء القادة.
وقالت طالبة بمدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنات "القسم العلمي" إنها عندما زارت بعض الشركات والمؤسسات في المملكة تبين لها أن ما تلقاه الطلبة في برنامج سمو ولي العهد غير مطبق في الواقع، طامحة في مواصلة المشاركة في البرنامج المذكور والذي ساهم في تعريفها بكيفية إدارة العمل، وإعدادها كي تكون قائدة على المدى البعيد.
يذكر أن فكرة إعداد قادة المستقبل انطلقت من ديوان سمو ولي العهد في منتصف العام ،2004 وبدأت في نهاية العام نفسه من خلال ترشيح بعض المدارس الحكومية والخاصة لعدد من طلبتها المتميزين والذين وصل عددهم الإجمالي إلى 300 طالب وطالبة تم إجراء اختبارات لهم قبل تمحيصهم، وبعد ذلك تم إدخالهم في برنامج لمدة أسبوع واحد في شهر يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، تم خلاله ملاحظتهم من قبل 50 قياديا شابا يمثلون مختلف القطاعات والشركات العامة والخاصة في البلاد.
وفي وقت لاحق تم تقسيم الطلبة إلى مجموعتين الأولى مكونة من 150 فردا تم إلحاقهم بدورات تدريبية تأسيسية في المهارات القيادية، والمجموعة الأخرى تكونت من 59 فردا تتلقى دورات متقدمة في القيادة، وبعد هذا التقسيم التحق طلاب المجموعتين في تدريب عملي في الشركات والمؤسسات المختلفة، فأعدوا تقارير بشأن مدى تطبيق المهارات القيادية في الواقع العملي تم عرضها على مسئولي الجهات المشار إليها.
ومن المؤمل بعد انتهاء المؤتمر الثاني للطلبة المتميزين الخميس المقبل، أن يقام حفل ختامي يتم فيه عرض التجارب وتوزيع الشهادات على الطلبة المتميزين.
مؤتمر "تحديات المستقبل" يواصل فعالياته
المنامة - بنا
تواصلت فعاليات المؤتمر السنوي للمشاركين في برنامج سمو ولي العهد للطلبة المتميزين، ففي اليوم الثاني ألقت مدير عام بنك الإسكان صباح المؤيد محاضرة ناقشت فيها مع الطلبة عددا من المحاور التي تعكس مفاهيم القيادة وسبل تنمية المهارات والخبرات في مجال إدارة المؤسسات، كما تطرقت المؤيد إلى أخلاقيات القائد الناجح وفن إدارة الأفراد لتحقيق أهداف العمل الجماعي، مؤكدة أهمية تقمص مقومات النجاح وتشجيع وتهيئة الأجواء في مجال العمل لتحقيق أقصى إنتاجية وكفاءة ممكنة. كما ألقى رئيس شركة نفط البحرين مصطفى السيد محاضرة أيضا تناول فيها صفات القائد الناجح مستشهدا بنماذج قيادية بارزة على مستوى العالم، وتطرق لتجربته الشخصية في تطبيق عدد من مقومات الشخصية القيادية الناجحة، مشيدا ببرنامج سمو ولي العهد للطلبة المتميزين باعتباره فرصة ثمينة للمشاركين فيه للاطلاع على تجارب وخبرات عدد من المختصين بمختلف مجالات عملهم. وأشار السيد إلى أن هذا البرنامج استطاع إحراز ريادة على مستوى تأهيل نخبة من الشباب البحريني وتعريفه بأهمية تطوير الذات وتنمية القدرات لتمكينهم من تحمل مسئولياتهم الوطنية مستقبلا. هذا وتستمر أعمال المؤتمر خلال الأيام المقبلة بمشاركة أكثر من خمسين طالبا وطالبة من المتميزين المشاركين في برنامج سمو ولي العهد
العدد 1074 - الأحد 14 أغسطس 2005م الموافق 09 رجب 1426هـ