العدد 1073 - السبت 13 أغسطس 2005م الموافق 08 رجب 1426هـ

وكل إناء بالذي فيه ينضح!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

كل صحافي يؤدي دورا يعكس مدى المسئولية الاجتماعية التي يتحملها، وكل قلم يكتب باللون الذي يفرزه حبره أحمر أو أسود أو غير ذلك من الألوان، وكل صحيفة تتحدث باللغة التي تختارها لنفسها والتي يفهمها جمهورها، وكل وسيلة إعلامية تسبح في البحر الذي لا يغرقها ويأذن لها بالبقاء مدى أطول، وأيضا كل إناء بالذي فيه ينضح.

لم يعد القارئ البحريني "ساذجا" ولم تعد عيون المتابع تنظر إلى ما بعد قدميها بمتر واحد، وكان ذلك زمنا وولى وحوصر في رفوف التاريخ البعيد، القارئ اليوم يفهم اللغة التي يخاطب بها، ولا يقبل استغفاله أو الحط من قدره، أو التقليل من شأنه، وتسخيف مستواه، لذلك فإن الوسيلة الإعلامية التي تحترم نفسها هي التي تحترم قراءها، وهي التي تقيم للضعيف وزنا كما تقيم للقوي وزنا، وتعير "الأهلية" اهتماما بقدر ما تعير "الرسمية" اهتماما مثله.

الصحف البحرينية اكتظت بها رفوف المحال التجارية، وامتلأت بها الشوارع، وكل يغني على ليلاه، والقارئ حكم جيد يمكن الاعتماد عليه في اختيار الصحيفة التي يقرأ، هكذا أجبت أحد الأصدقاء عندما سألني عن رأيي في انتشار الصحف، فلا التاريخ يشفع، ولا عدد الصفحات يشفع، ولا حتى اللون البراق يشفع للصحيفة، لا يشفع لها إلا تعاملها مع قضايا الشأن العام، وجرأتها في فتح الملفات المهمة، وموضوعيتها، وإلى أي مدى يمكن أن يكون محتواها "نبضا للمجتمع".

استعداد الوسيلة الإعلامية في أن تأخذ دور "العلاقات العامة" للجهة التي تريد، لن يكون أمرا غائبا عن القارئ، وتصدي الوسيلة الإعلامية للرد على "الحقائق" ونفي "الوقائع" وتشويه "الحوادث" دور لا يمكن أن يغيب عن القارئ الذي يعي اللعبة الإعلامية التي تنصر القوي على الضعيف، وتدير وجهها عن الحقيقة التي تشاهدها اليوم، وتتفنن في نفيها في اليوم الثاني، أو تشوهها بأكاذيب لا تمر على مغفل

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1073 - السبت 13 أغسطس 2005م الموافق 08 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً