تبادل الجيش الاسرائيلي وجهاز الشاباك اليوم اتهامات بشأن الامتناع عن تبادل المعلومات بين الجهازين الامنيين فيما يتعلق بمنفذ مجزرة شفاعمرو فيما لم يستبعد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز تكرار ارهابيين يهود لعملية مشابهة.
وينوي المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية مناحيم مزوز اصدار أوامر لتنفيذ اعتقالات ادارية بحق ناشطين في اليمين المتطرف الاسرائيلي بعدما تبين ان تنظيما يهوديا متطرفا يقف وراء عملية شفاعمرو.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية اليوم إن شخصا مجهولا اتصل يوم الجمعة الماضي باحد مراكز الشرطة في شمال "اسرائيل" وأعلن عن تبني تنظيم متطرف يطلق عليه اسم "شلهيفت غلعاد" لعملية شفاعمرو وقال الشخص المجهول ان هذا التنظيم ينوي تنفيذ عمليات ارهابية اخرى ضد العرب.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الشرطة الاسرائيلية عدم استبعادها ان يكون تنظيم يهودي ارهابي يقف وراء العملية التي نفذها عيدن نتان زادة "تسوبيري" في شفاعمرو مساء الخميس الماضي واسفرت عن مقتل أربعة مواطنين عرب من المدينة وان التنظيم المدعو "كتائب شلهيفت غلعاد" كان قد أعلن في شهر يونيو / حزيران من العام 2001 مسئوليته عن عملية /أطلاق نار باتجاه سيارة ما أسفر عن مقتل مواطن فلسطيني.
وأوضحت الصحيفة ان اسم هذا التنظيم اليهودي الارهابي مركب من اسمي شلهيفت باس وهي طفلة لوالدين من المستوطنين المتطرفين وقتلت في الخليل وغلعاد زأر الذي كان ضابط الامن في مستوطنة يتسهار قرب نابلس وكلاهما قتلا في عمليتي اطلاق نار نفذها مسلحون فلسطينيون.
وكانت قوات الأمن الاسرائيلية اعتلقت امس الاول ثلاثة مستوطنين في مستوطنة تبواح التي سكنها منفذ عملية شفاعمرو للاشتباه بانهم كانوا على علم بنية زادة تنفيذ العملية والثلاثة قاصرون.
وتواصل خلال نهاية الاسبوع تبادل الاتهامات بين الجيش الاسرائيلي والشاباك بشأن عدم التنسيق بينهما "الذي ادى إلى منع اعتقال زادة" والى وقوع عملية شفاعمرو.
ونشرت صحيفة "هآرتس" اليوم ما وصفته بـ "تسلسل القصور" الذي ادى الى وقوع العملية وان الشاباك لم يبلغ سلطات الجيش بماضي زادة وعلاقاته مع اليمين المتطرف وخصوصا مع حركة كهانا فيما لم يبلغ الجيش الشاباك بفرار زادة من الخدمة العسكرية بسبب معارضته لفك الارتباط وتشخيص ضابط الصحة النفسية بأن زادة يعاني من مشكلات نفسية، كذلك كان قائد السرية التي يخدم فيها زادة قد حذر أمام سلطات الجيش من ان زادة فار وبحوزته سلاح وقد يكون خطيرا لكن هذه التحذيرات لم تنقل إلى الشاباك.
من جانبه قال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز انه نشأت اجواء في صفوف اليمين المتطرف تمنح الشرعية لتنفيذ أفراد اعتداءات ضد العرب
وان بإمكاننا الادراك ان عددا من الشبان من مستوطنة تبواح كانوا على علم بمخططات القاتل عيدن نتان زادة وانه لا يستبعد احتمال وجود ارهابيين آخرين من اليمين المتطرف الذين يخططون لاعمال مشابهة.
وتتوالى التصريحات التي تشير إلى احتمال وقوع مجزرة أخرى مشابهة لمجزرة شفاعمرو، وبعد تصريحات قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي، يفتاح رون طال، وبعد تصريحات وزير الأمن، شاؤول موفاز، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، ارييل شارون انه من غير المستبعد تكرار مثل هذه العمليات.
وأفادت مصادر إسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ارييل شارون، قد افتتح جلسة الحكومة صباح اليوم بالحديث عن العملية الإرهابية التي وقعت في مدينة شفاعمرو، وقال: لا يمكن تجاهل التحريض المخيف وأنه من الممكن تكرار مثل هذه العمليات، وطالب شارون الأجهزة الأمنية بالعمل على منع وقوعها، وأنه سيتم اتخاذ القرارات المناسبة حال الاستماع إلى نتائج الفحوصات التي تجرى بهذا الشأن.
ونقلت المصادر عن شارون قوله للوزراء: وقع في شفاعمرو حادث خطير يوم الخميس الماضي وقتل أربعة من سكان المدينة وجرح آخرون بنيران إسرائيلي نفذ عملية إرهابية لمنع تنفيذ فك الإرتباط وسنتعامل مع عائلات الضحايا كضحايا عمليات إرهاب بكل ما يعني ذلك، كما توجه إلى اللجان التي تحقق في الموضوع وطلب منهم إنجاز عملهم في أقصى سرعة ممكنة واتخاذ الإجراءات التي تمنع وقوع حوادث مشابهة.
وتطرق شارون إلى اقتراح وزير الداخلية، أوفير بينيس، بتشكيل لجنة تحقيق حكومية، وقال إنه لا ينفي إمكان أن تقوم عناصر أخرى بفحص الموضوع، إلا أنه يجب الانتظار حتى تنتهي التحقيقات الداخلية في حين أشارت المصادر إلى أن شارون قد اطلع الوزراء على الاتفاق الذي تم بشأن دفن السفاح زادة، إذ تم الاتفاق على دفنه في المقبرة غير العسكرية في مدينة ريشون لتسيون بالتشاور مع الراف شلومو عمار.
من جهته طالب وزير الخارجية، سيلفان شالوم، في جلسة الحكومة، الشرطة بالتحقيق في ظروف مقتل السفاح منفذ العملية الإرهابية. كما اعترض شالوم على إقتراح وزراء حزب العمل بتنفيذ اعتقالات إدارية.
وبدأ يتضح أن الإرهابي السفاح، عيدن ناتان زادة، كان لديه المتسع من الوقت ليخطط بهدوء لتنفيذ المجزرة، وأنه دخل مدينة شفاعمرو مرتين على الأقل في إطار الإعداد لجريمته.
ويتضح من المعلومات التي أفاد بها أصدقاء الشهيد الذي سقط في المجزرة الدموية الرهيبة في مدينة شفاعمرو أن زادة سافر في الحافلة نفسها "خط سير حيفا شفاعمرو" التي كان يقودها الشهيد في اليوم الذي سبق وقوع المجزرة الدموية في مدينة شفاعمرو ويروي السائقون أصدقاء الشهيد أن زادة سافر بعد ظهر يوم الأربعاء اليوم الذي سبق المذبحة من حيفا إلى شفاعمرو في الساعات نفسها التي نفذت فيها المجزرة في اليوم التالي.
وجاء أن الإرهابي تظاهر بالنوم، وكما يبدو فقد كان ذلك ضمن خطته في جمع المعلومات اللازمة لتنفيذ المجزرة، ووصلت الحافلة في حينه، إلى شفاعمرو ولم ينزل زادة منها.
ويقول السائق أمير صباح إن الشهيد توجه إلى زادة بالقول "أنت في شفاعمرو، لا تقلق، سنعمل على إيصالك إلى حيفا"، وبحسب السائقين، فقد تكررت حالات مشابهة في السابق نام فيها جنود في الحافلة ووصلوا إلى شفاعمرو.
ويضيف السائق شادي خوري "رأيت الشهيد ينزل من الحافلة مع زادة ويطلب منا المساعدة في تسهيل عودته إلى حيفا"، وأن الشهيد أحضر الماء للجندي وسافرا جميعا في سيارة خصوصية تابعة لشركة "إيغد".
كما افادت عائلة تركي التي فقدت ابنتيها هزار ودينا في العملية ان مستوطنا من تفوح، موطن السفاح عيدن ناتان زادة، اتصل، مساء امس "السبت"، بعم الشهيدتين وهدد باستكمال ما بدأه السفاح زادة في شفاعمرو.
وقال نبيل سعدة، ان شخصا اتصل مساء اليوم ببيت العائلة ورد عليه عم دينا وهزار وسأل المتصل عما اذا كان قد وصل الى البيت الثاكل، وعندما تلقى ردا ايجابيا قال نحن من تفوح، انقل تحياتنا لشفاعمرو وبلغ اننا سنصل اليوم، أو غدا، لاستكمال المهمة. وحضر ساعة تلقي المحادثة في بيت العزاء، عضو الكنيست عمير بيرتس، فتم اطلاعه على فحواها. كما اتصل ابناء العائلة بعضو الكنيست محمد بركة الذي اتصل بدوره بوزير الأمن الداخلي غدعون عزرا، وطالبه بالتحقيق في الموضوع عاجلا.ك
العدد 1070 - الأربعاء 10 أغسطس 2005م الموافق 05 رجب 1426هـ