ما الذي يحدث داخل التيار العلمائي القريب من جمعية الوفاق؟ ربما كان اللقاء الذي تنشره "الوسط" اليوم مع الشيخ حسين النجاتي، يجيب على بعض جوانب هذا السؤال.

يرى المتابع بوضوح عددا من الإرباكات واللاحسم، داخل التيار العلمائي، فبعد أن عاد نحو 150 من طلبة العلوم الدينية إلى البحرين، أبان أجواء ميثاق العمل الوطني في العام ،2001 استبشر كثيرون في التيار الشيعي المعارض، بأن ذلك سيكون إضافة هائلة لا يتصورها لا الناس ولا الدولة للمعارضة، كان حينها يوجد تجمع يتيم يعرف بتجمع "أصحاب المبادرة"، والذي كان يضم الشيخ عبدالأمير الجمري شافاه الله، وبعض الناشطين المعروفين أمثال عبدالوهاب حسين، وحسن مشيمع، والشيخ حسين الديهي، والسيدإبراهيم السيدعدنان، وبعد التوقيع على الميثاق، تم تفكيك هذا التجمع، وتم إنشاء جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، التي ضمت خليطا متنوعا من التوجهات داخل التيار الشيعي، وبعد نحو عامين أنشأ مجموعة من علماء الدين هم: الشيخ عيسى قاسم، السيدعبدالله الغريفي، الشيخ حسين النجاتي. مكتبا سمي بـ "المكتب العلمائي"، وكان توجه هذا المكتب هو إنشاء تجمع لكبار العلماء، للعمل على القضايا الثقافية والدينية والأخلاقية، وبعد فترة ليست بالطويلة، لوحظ ابتعاد النجاتي خصوصا في بعض مجالس العزاء التي أقامها العلماء على بعض شهداء فلسطين والعراق، وتم إرجاع هذا الابتعاد لأمور مختلفة، وبعد إعلان تأسيس مجموعة من العلماء وطلبة العلم لـ "المجلس العلمائي"، لم يكن ذلك المجلس يضم النجاتي، ومن طرف بعيد كان وجود شخصيات علمية معروفة مثل: الشيخ حميد المبارك، والسيدكامل الهاشمي، بعيدا عن هذا المجلس، أمرا ملاحظا.

الاكتشاف ليس جديدا، ومفاده أن التيار العلمائي لم يستطع التوحد لأسباب مختلفة، وجمعية الوفاق من جانبها تعاني صعوبة في اتخاذ قرارات مصيرية بسبب قوى ضغط مؤثرة داخلية، وبعضها من خارج الجمعية، ولا أدل على ذلك من الانتقادات المريرة التي يشبع بها الجمعية الناشط عبدالوهاب حسين، وربما في إطار هذا التجاذب، يضطر رئيس الوفاق الشيخ علي سلمان، بأن يختار الشيخ عيسى قاسم لأسباب عدة - لحسم الخيارات والقرارات المصيرية، نعم هي ليست عملية مؤسساتية، لكن يجب أن نعلم بوجود حاجة آنية لدى الوفاق بخصوص حسم بعض المسائل، والوضع العلمائي ليس منسجما بحيث يستطيع التنسيق مع بعضه، واتخاذ قرار جماعي. هذا جزء من الصورة فقط