لا أخفي عليكم اني دائما ما أحاول ان اقتنص وأنا أدور بحثا عن الكتب في المكتبات - الكتب النقدية للحركات التحررية الاشتراكية أو القومية أو الثورية، ذلك كي تخفف في شحوم الأوهام وتقلل من جسدي نسبة هورمونات التأدلج، ولا أخفى عليكم ان الكثير منها قللت نسبة كلسترول الخرافة السياسية التي كانت تحجب الرؤية واوصي الشباب - قراءة كتاب "الحركة الاسلامية ثغرات في الطريق" للنفيسي. والحركة الاسلامية رؤية مستقبلية أوراق في النقد الذاتي لمجموعة مفكرين منهم فتحي عثمان، حسن الترابي، طارق البشري ، ومنير شفيق وخالد صلاح الدين وغيرهم.
من بعض الأوراق ورقة قدمها النفيسي اسمها "الاخوان المسلمون في مصر: التجربة والخطأ" يقول في ص 225 في سياق الحديث عن الخطأ في تقدير المواقف السياسية "وفي جماعة الاخوان نشأ الخطأ في تقدير الموقف - أكثر من مرة - من خلال المعلومات الخاطئة ومن طريقة وميكانيكية التعامل مع كشف المعلومات ونتج عن ذلك مذابح للجماعة ذهب ضحيتها آلاف من رجالات وشباب الاخوان على أعواد المشانق وفي غياهب السراديب والزنزانات". ان الاخوان في مصر كان عقلهم السياسي مازال مسكونا باليتوبيا والخيال. طبعا لنا أمثلة كثيرة فعلى رغم التحولات العالمية والعربية ايضا وتعقيد كل الساحات مازلنا نعاني من عدم تعلم الدرس في كيفية الحصول على النتائج بأقل الخسائر. ولنا عدة أمثلة منها ظاهرة الحوثي في اليمن والشيخ صبحي الطفيلي في لبنان وهنا نسأل اسئلة علمية: أين هو الحوثي الآن؟ ماذا ربح بعد كل ما حدث؟ وكذلك الأمر بالنسبة الى الشيخ صبحي الطفيلي الذي خرج فجأة في لبنان معلنا ثورة الجياع من دون تنسيق مع أي احد، وكل من قال له - بمن فيهم حزب الله - يا شيخ صبحي نحن نقدر الجياع ونسعى بكل ما أوتينا من قوة للدفاع عنهم ولكن الأمور تؤخذ بالعقل وليس بهذا الاسلوب غضب عليهم واتهمهم بالتآمر والتستر على الدولة بل ووصفهم بالخيانة وتضييع دماء الشهداء "انظر مقابلات الشيخ في قناتي "الجزيرة" و"العربية"". والقول: "عينان أرى بهما في السياسة أفضل من 40 عينا مقفلة"، ولورد توماس كان يردد دائما تلك المقولة الجميلة "العقول كمظلات الطيارين لا تنفع حتى تفتح".
أنا أؤمن بالاندماج المجتمعي العام ولننظر الى تجربة حزب الله لبنان وكيف طور مستوى الخطاب والاداء، في البداية رفع شعار إقامة الدولة الدينية في لبنان تماما كمن يردد من الحركات عودة الخلافة العثمانية... عندما انفتح أكثر على الواقع راح يدعو الى الشراكة الوطنية في العيش المشترك والدخول في الدولة المدنية اللبنانية ودخل النقابات والصحافة والمجلس النيابي وكان لبنان مقسم بين طموح اللبنانيين كل يريده على طريقته الخاصة حتى اكلتهم الحرب الاهلية، الآن فهم الجميع ان لبنان يجب ان يقوم على الاشتراك ولبنان للجميع على رغم كل التعقيدات، وكان حزب الله ينأى بنفسه عن تقلد أية وزارة، إلى أن دخل في الوزارات وبدأ يشارك الدولة اللبنانية بل هناك تحالف كبير بينه وبين كل القوى وكسب احترام الجميع لأنه دافع عن الأرض اللبنانية في وطنية عالية جدا فهو مقبول من كل التيارات وان ابدوا بعض التحفظات هنا أو هناك. والسؤال ايهما كان على صواب نصرالله أم صبحي الطفيلي، الاندماج الوطني أم القطيعة؟... العمل الوطني المشترك في مشروع الوطن أم المواجهة والتحدي وكسر العظم؟
البعض انتقد موقف السيد السيستاني والسؤال الآن: أيهما أكثر واقعية؛ موقف السيستاني أم موقف الشيخ جواد الخالصي، أيهما افضل موقفا المهاتما غاندي أم المتطرف الهندوسي الذي أطلق الرصاص على غاندي؟ في دولنا العربية مهما اختلفنا يجب أن نجلب الخير للشعوب والحكومات
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1070 - الأربعاء 10 أغسطس 2005م الموافق 05 رجب 1426هـ