لا يمر يوم على العراق الا وتعلن فيه القوات الأميركية مقتل العشرات واعتقال المئات من الارهابيين.
ووفقا لأحدث الأرقام والتقديرات المتوافرة والتي أكدها النائب السابق لرئيس أركان الجيش الجنرال المتقاعد جاك كين فإن الرقم المعلن لعدد الارهابيين الذين قتلوا على يد القوات الاميركية وصل الى أكثر من خمسين ألفا منذ احتلال العراق وحتى يوليو/ تموز الماضي.
أما عن المعتقلين في السجون العراقية فإن السجلات الرسمية تقول إن العدد زاد عن الخمسة عشر ألف "متمرد".
وإذا صدقت هذه الأرقام فان الاعمال التفجيرية في العراق تعاني الآن من نقص حاد في عدد المقاتلين وحجم التسليح وهي الآن في مرحلة أحتضار اذا لم تكن في حالة انتحار.
الا أن العمليات العسكرية التي تشنها القوات الأميركية والعراقية ابتداء من البرق وانتهاء بالضربة السريعة تؤكد أن الارهابيين مازالوا أقوياء وقادرين على تخطيط العمليات وشن الهجمات بطريقة لا تختلف كثيرا عن بدء العمليات العسكرية المسلحة في مايو /ايار .2003
إن مقتل هذا العدد الكبير من الارهابيين واستمرار العمليات بنفس الوتيرة المتصاعدة يؤكد أحد ثلاثة احتمالات تخيم على المشهد الأمني في العراق.
الاول: ان الارهابيين قادرون على تعبئة مقاتلين جدد بأعداد كبيرة لسد النقص الحاصل في عمليات القتل والاعتقال وخلال فترات قصيرة جدا.
والثاني: ان ما يعلنه الجيش الأميركي على الأرض ليس دقيقا، بل هي محاولة لتظليل الرأي العام الأميركي ونوع من أنواع الدعاية لقوات الحلفاء والحرب النفسية للأعداء.
والثالث: ان ما يعلن عن أعداد القتلى هم بالاصل ليسوا ارهابيين بل هم خليط من متمردين ومدنيين وارهابيين، وإذا صدق هذا الاحتمال، حينها يكون "الحماة" هم الجلادون
إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"العدد 1069 - الثلثاء 09 أغسطس 2005م الموافق 04 رجب 1426هـ