ان تحقيق متطلبات الحياة الأساسية كالمسكن والعمل للعيش بكرامة هي أمور لا تخلو من تعزيز مفهوم "المواطنة" وأيضا يعتبر جزءا لا يتجزأ من موضوع "التربية المدنية" التي تنادي بها حاليا الإدارة الأميركية للتصدي لممارسات ومظاهر التطرف والإرهاب التي تعاني منه اليوم منطقة الشرق الأوسط.
والتطرف له أشكاله وأنواعه فهو لا يولد من فراغ لكن في بعض الأحيان كردة فعل من الأوضاع، إضافة إلى ان موضوع المواطنة مثلا لن يتمسك به المواطن ان لم يشعر به فعليا.
فهناك أمور مثلا لا يمكن ان تتجاهلها الدولة بشأن توفير متطلبات المواطن الأساسية فإن عجزت فمعناه ان خللا ما في مؤسسة الدولة.
بل عندما يصل الأمر إلى ان المواطن يعتصم من أجل الحصول على مسكن فذلك يحتاج إلى وقفة صدق من قبل الحكومة لمراجعة أوراقها بشأن قضية السكن.
وفي البحرين لجأ المواطن إلى أسلوب الاعتصام السلمي الذي حدث منذ عدة أيام في بهو وزارة الإسكان وهو ما عبر عن حال الإحباط العام التي وصل إليها المواطن البحريني مقارنة بمواطني دول الخليج... فأصبح يبحث عن البدائل الحضارية التي يستطيع يطرق بها باب الوزارة المذكورة لرفع شكواه وشكوى عائلته من جراء الإجراءات الطويلة غير العادلة بحقه وذلك بصورة لم نألفها!
لا ندري أيأتي اليوم الذي نرى فيه العوائل البحرينية تفرش فرشة نومها في الشوارع ليصبح فيما بعد أمرا عاديا ومقبولا على غرار قاطني الصناديق الخشبية في قرية الهملة كون ان ذلك يحدث في كل مكان وليس فقط في البحرين!
اليوم فرشوا سفرة الغذاء في بهو الوزارة غدا لا ندري ما يمكن ان يحدث... أحدهم قال لي: "لا بأس فذلك الأمر طبيعي وهناك الكثير من لا مسكن له في العالم "..." والمحتاجون في كل مكان".
من قال ذلك هو شخص مرتاح توافرت له معظم فرص الحياة لكن حق المسكن لمواطن يعيش في بلد مثل البحرين يصنف دوليا على انه دولة غنية لا فقيرة يجعلنا كبحرينيين في محل تساؤل دائم... لماذا؟... وإلى متى؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1068 - الإثنين 08 أغسطس 2005م الموافق 03 رجب 1426هـ