المتتبع لما تشهده بلادنا من نشاط على مختلف الأصعدة، ولاسيما على صعيد التعبير السياسي الحر وانتقاد الحكومة والمطالبات التي تنتهي. .. منها المشروع ومنها المبالغ فيه ومنها غير الموضوعي، يمكن أن يقف على حال كسر الركود في مجتمع يتطلع لممارسة ديمقراطية راقية.
لا يمكن أن نغفل كل الإيجابيات التي تحققت على مدى العقود الماضية وكأن كل الجهود التي بذلت لم تتأت الا بالبوار والكساد وسوء العاقبة ولم يقع في ايدينا سوى كل ما هو سلبي...
أبدا، حري بنا النظر بكلتا عينينا لنرى وجوه التقصير سلبية وجوانب الانجاز ايجابية، ولعلي استرشد بما يصرح به صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وهو الرجل الذي قاد البلاد في ظروف صعبة جدا آزر فيها المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل، واستمر في عطائه مؤازرا صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، لنقرأ ملفا مشرفا في أكثر من قطاع للتنمية وللإدارة.
انتقاد الأداء الحكومي
ويمكنني أن أشير إلى من يجاهر بالقول إنني كثيرا ما انتقد الأداء الحكومي محاولا تأكيد جوانب الإثارة، لكن ذلك الكلام غير دقيق، إذ إنني كثيرا ما انتقدت أداء المسئولين الخاطئ في بعض القطاعات والذي تسبب في احداث ترد واضح في بعض القطاعات، بل وزد أيها القارئ الكريم، أن الشيوخ يؤكدون دائما على النقد البناء المفضي إلى نتائج تصحيحية وهذا ما أكد عليه حضرة صاحب السمو رئيس الوزراء في أكثر من مقام حينما فتح المجال أمام الكتاب والمثقفين والمواطنين وكل النشطاء في المجتمع للانتقاد البناء المنطلق من نوايا تضع المصلحة العليا في محلها.
لنأتي إلى جانب مهم، وهو العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية إذ أكد سمو رئيس الوزراء في لقاء له مع عدد من النواب أن مملكة البحرين ماضية في استكمال تشريعاتها التي تنظم جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك بفضل التعاون القائم بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، مؤكدا سموه أن التعاون بين الحكومة ومجلسي الشورى والنواب كفيل بتذليل جميع الصعاب لأن جميع السلطات تضع على رأس أولوياتها مصلحة الوطن وتحقيق تطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى وأماني المواطنين.
التخطيط الحكومي المستقبلي
حديث سمو رئيس الوزراء هنا يضعنا أمام منطلق مهم نتمنى توظيفه بالشكل المثمر، وهو أن تعاون الحكومة مع السلطة التشريعية القائم على مبدأ الشفافية والحوار الهادف والبناء من أجل ترسيخ مبدأ الديمقراطية، يعتبر أحد أهم ركائز المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
في ظني أن التخطيط الحكومي المستقبلي سينحو منحى جديدا تجاه الارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطن وتوفير سبل العيش الكريم له على رأس أولويات الحكومة التي تولي أيضا أهمية كبيرة نحو تحفيز موظفي الخدمة المدنية للارتقاء بأدائهم الوظيفي وإنتاجيتهم من أجل تطوير الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين.
وهذا ليس كلامي بل هو اقتباس من اضاءات مهمة لسمو رئيس الوزراء.
هل هناك من حوادث مهمة جرت على الساحة المحلية خلال الفترة الماضية؟
إذا طرحنا هذا السؤال سنجد أنفسنا أمام قائمة طويلة من الحوادث والوقائع والأنشطة والاعتصامات والمسيرات والاحتجاجات، لكن اسمحوا لي أن أشير إلى حدث بعث الفرحة في نفوس الآلاف من الناس وهو موافقة الحكومة على رفع رواتب موظفي الدولة المدنيين وصرف مكافأة الأداء الاستثنائية ما يدفعنا لتوجيه الشكر لسمو رئيس الوزراء ونعلن له أيضا عن ثقتنا الكبيرة في توجهات سموه نحو توفير أفضل الخدمات للمواطنين واستمرارها في جهودها وخططها الرامية إلى تدعيم مسيرة التقدم والازدهار في البلاد.
توحيد الصفوف... دعوة خالصة
دعونا اخواني نعالج نقطة حساسة بعد كل ما تقدم، وهو الدعوة إلى توحيد الصفوف أمام محاولات التفرقة بين أبناء الأسرة الواحدة مصيرها الفشل المؤكد بفضل تضافر جهود الجميع ووقوفهم صفا واحدا ضد كل مثير للفتنة أو من يحاول شق الصف، كما دعانا سمو رئيس الوزراء، وكم تمنيت إن يطرح الأخوة والأخوات الكتاب الصحافيون والصحافيات هذا الجانب كتحليل وتأكيد لقضايا مهمة في البلد، لكن لا بأس من القول إن المستقبل يحمل الكثير من الفرص لتجاوز عقبات الماضي، ومن واقع تجربة، فإنني وجدت من المسئولين المخلصين كل اهتمام بالمقالات التي كتبتها وأشرت فيها إلى جوانب سلبية يجب النظر إليها وهذا الانطباع تكون لديهم من باب أنهم مخلصون للوطن وللمواطنين، وكذلك لأنهم يدركون جيدا أن سمو رئيس الوزراء متابع حريص لكل ما يشغل بال المواطنين... أيا تكن مستوياتهم.
* كاتب ورجل أعمال بحريني
العدد 1067 - الأحد 07 أغسطس 2005م الموافق 02 رجب 1426هـ