العدد 1067 - الأحد 07 أغسطس 2005م الموافق 02 رجب 1426هـ

الزمن الرديء... !

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

في الزمن الرديء تحدث العجائب. .. فالخير ينقلب إلى شر... والمجرم ينقلب إلى شريف ووطني ويحب الطائفة ويدافع عنها، والخائن لأمانات الناس يؤتمن على دين الناس ومذهبهم... وهكذا أصبحنا في زمن رديء بكل ما لكلمة الرداءة من معنى... لاحظت ومعي الكثيرون تبعات الندوة التي أقامها مجلس أحمد جناحي، هذا المجلس الذي يعج باللقاءات الوطنية والبرامج ذات المضامين الراقية... كان ان استضاف، كما استضاف مجلس الشيخ صلاح الجودر من قبل، رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، وخلال اللقاء دارت الحوارات الصريحة ومداخلات أهل المحرق؛ هي دائما ذات سمات ثورية متقدة... فتاريخهم السياسي وتعايشهم السلمي الطوائفي الوطني لا يمكن أن يدنسه أو يطمسه ويشوهه عمل صبية صغار مهما تعملقوا! هم الذين راحوا وروجوا قراطيس طائفية صفراء في مجلس الشيخ صلاح الجودر، وأيضا هم من قاموا بالعمل ذاته في مجلس أحمد جناحي.

مهما يكن من اختلافات في الرؤى ومضامين المذهبين، مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب الإمامية "الشيعة"، كمذهبين دينيين تعبديين، فإن العيش في أمن وأمان وسلم وسلام أهلي اجتماعي هو أسمى وأرقى من أي رأي خارج من هذه الفرقة أو تلك...

الغريب في الأمر أن البعض يجزم ويغلظ الأيمان بأن طائفيته هي أمر طبيعي قبال طائفية الآخر... وهنا مكمن الخطر ولب المشكلة، فالطائفية لا يتم التصدي لها بطائفية مقابلة وإلا وقعنا في دائرة البيضة والدجاجة أيهما أسبق!

يبرر البعض طائفيته بطائفية الآخرين، وهل يجوز مثلا أن أخالف القانون لأن الحكومة مقصرة في أحد جوانب الحقوق التي من المفترض أن تعطى أو تمنح لي كمواطن...

من ينقد الممارسات الطائفية ينبغي ألا يكون طائفيا كالذي ينهى عن خلق ويأتي بمثله..من المعروف أن مجتمعا فيه مساحة من الحراك الاجتماعي/ السياسي لا يخلو من استخدامات قضايا تمس مجموعات أو فئات من الناس وتطييفها وهي ممارسات دنيئة... يستخدمها المتمصلحون الوصوليون، والانتهازيون الذين يحاولون بشتى الطرق توظيف مختلف المصطلحات ولمز المخالفين لهم والوطنيين الشرفاء الذين لا يجادلون طائفيا بل يعتبرون أن للمواطنين البحرينيين حقوقا وواجبات متساوية، يقوم الطائفيون بمحاولة إسقاط مختلف الصفات وأقذعها على من يدافع عن تلك التوجهات الوطنية المخلصة.

هؤلاء الطائفيون لا يستطيعون العيش في مجتمع العدالة والمبادئ الوطنية الراقية؛ بل تستهويهم المستنقعات الآسنة ذات الروائح الكريهة، كما يمنحهم تذللهم لأرباب النفوذ، بصورة عكسية، مزيدا من أوكسجين البقاء ومساحة فضاء للحركة بطريقة انتهازية كريهة، يتوسلون منها الحصول على حفنة من الدنانير بعد أن أكلوا دنانير الناس بالباطل، وكذلك هم الطائفيون ينتظرون تقريبا من مسئول كبير... وعلى قدر تذللهم ونفاقهم وطائفيتهم يحصدون مقابلها، سواء دنانير هي في بطونهم نار يوم القيامة أو وجاهات قشروية/سطحية، أو حتى دعم في الانتخابات البلدية أو النيابية المقبلة

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1067 - الأحد 07 أغسطس 2005م الموافق 02 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً