أعجب من بعض الشخصيات التي تحاول جاهدة لفت الأنظار إلى نفسها بسبب أو من غير سبب، فقد ارتقى أحد خطباء المساجد المنبر كعادته يوم الجمعة، وبدأ خطبته المعهودة التي غالبا ما تكون "مثيرة للجدل". أخذ يجول في خطبته، حتى وصل إلى النقطة المحورية، فقال: "كيف تستخدم المساجد لأغراض سياسية، نحن نرفض أن تكون المساجد ملجأ إلى ممارسة الحراك السياسي، ونواة إلى التهييج الشعبي".
جل الحديث الذي أدلى به صاحبنا كان محط إعجاب الحضور، حتى لبعضنا نحن الذين قد لا نستسيغه لسبب أو لآخر، ولكن النقطة الجدلية التي تثار في هذا الشأن، هو رفض الشيخ استخدام المساجد لأغراض سياسية، فالخوض في هذا الموضوع وتداوله والبحث فيه يعد تدخلا مباشرا في شئون السياسة.
واستخدم الخطيب - بقصد أو من دون قصد فالله العالم بالنوايا - خطبته لتوجيه المستمعين نحو موقف سياسي من قضية سياسية معينة، وهذا بحد ذاته التدخل في شئون السياسة والخوض في المعتركات السياسية كما يحلو للبعض تسميتها.
إن استخدام المساجد لأغراض مشروعة ولا تعود بالضرر على الناس أمر مشروع، وبغض النظر عما يحدث ويدور في هذه الأيام في الساحة السياسية، فإننا نذهب بمسير الحديث نحو خطبة صاحبنا ورفضه تدخل ما أسماهم البعض في أمور السياسة، فالتاريخ يثبت أن المساجد ومنذ صدر الإسلام الأول كانت تستخدم لمختلف الأغراض وذلك لأن الناس يجتمعون عادة فيها بأعداد لا تتوافر في بعض الأماكن، وبالتالي فما المانع من الخوض في السياسة أو غيرها مادام الخطيب يتحدث في حدود المنطق والمعقول وما لا يبعث على الفوضى وشق عصا المسلمين. ولكن يبدو أن البعض يترصد الحوادث فيسجل موقفا لتدار إليه الأنظار، بغض النظر عن موجب التدخل من عدمه
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1067 - الأحد 07 أغسطس 2005م الموافق 02 رجب 1426هـ