تكتسب زيارة الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصر الله إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شكلها وتوقيتها ومضمونها دلالات بالغة الأهمية، وخصوصا أنها تأتي في هذه "الفترة اليابسة" والتي تفتقر للحلول على الصعيد السياسي في ضوء ما تعانيه منطقة الشرق الأوسط.
فعلى صعيد الشكل فإن الزيارة في غالبية أعضائها مؤشر واضح على الأهمية التي تريد قيادة حزب الله منحها للزيارة. فهي أرادتها زيارة رفيعة المستوى بكل المقاييس لتؤكد عمق الروابط المتنوعة التي تربط الحزب بما يمثل من وزن حزبي وطائفي ولبناني بالجمهورية الإسلامية، وبالتالي بما هو إحدى القنوات اللبنانية المعبرة عن مستوى العلاقة التي تربط لبنان بإيران. وهي أرادتها أيضا بهذا الشكل رسالة واضحة إلى من يهمه الأمر من دول الخارج، وخصوصا أميركا، مضمونها الأساسي أن العلاقات اللبنانية الإيرانية هي أقوى من كل الضغوط التي تريد النيل منها "الأيام اليابسة".
وليس أدل على الأهمية التي تريد قيادة حزب الله إيلاءها للزيارة من حجم التغطية الإعلامية العلنية لها، وذلك في سياق غير مألوف لزيارات سابقة من هذا النوع. في الشكل أيضا، وفي ما يعني برنامج الزيارة، كان واضحا أنها غطت تقريبا مجمل مساحة المشهد السياسي الإيراني بقياداته الأساسية والمركزية، بدءا برئيس الجمهورية الجديد محمود أحمدي نجاد، ومرورا بالرئيس المنتهية ولايته السيدخاتمي، فالرئيس السابق الشيخ هاشمي رفسنجاني، وانتهاء بالمرشد الأعلى للجمهورية آية الله السيدعلي الخامنئي، ما يعني أن برنامجا من هذا النوع يوضع عادة لرؤساء وزعماء الدول الكبار، الأمر الذي يعكس بدوره مدى التقدير والاحترام والمكانة التي يحظى بها حزب الله لدى إيران وشعبها، لدرجة أن يعامل معاملة من هذه الدرجة.
وفي التوقيت، تكمن أهمية الزيارة في كونها تتم بعد سلسلة من التطورات المهمة والنوعية التي حدثت في إيران من جهة، ولبنان من جهة أخرى، إضافة إلى ما يعصف بالمنطقة من تطورات ومتغيرات متسارعة تلقي بثقلها على مجمل الوضع الجيواستراتيجي في المنطقة بأسرها. هذا يعني أن زيارة نصر الله لطهران جاءت "وليدة للأيام اليابسة"
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1065 - الجمعة 05 أغسطس 2005م الموافق 29 جمادى الآخرة 1426هـ